قرابة 15 مليون دولار في خزينة الاتحاد الأردني… هل تُسهم في تطوير الرياضة الأردنية؟

جريدة الملاعب - ارحيل الخالدي
حقق الاتحاد الأردني لكرة القدم مبالغ مالية تُقدَّر بنحو 15 مليون دولار بعد وصافة النشامى في كأس العرب والمشاركة في كأس العالم، وتعتبر هذه المبالغ فرصة ذهبية لتطوير الكرة الأردنية بشكل مستدام، شرط أن تُستثمر في مشاريع بنيوية، مثل بناء وصيانة الملاعب، إدخال تقنية الـVAR، وتطوير الفئات العمرية والمدربين والحكام، كما يجب تخصيص جزء لدعم الأندية ماليًا لضمان قدرتها على تطوير فرقها والاحتفاظ بالمواهب، فالنجاح الحقيقي لن يُقاس بحجم المبالغ المحققة، بل بالأثر طويل المدى على مستقبل الكرة الأردنية

الصيانة والتطوير

ويُنتظر من الاتحاد أن يضع خطة واضحة لاستثمار هذه العوائد، تبدأ ببناء استاد حديث يليق باسم الأردن ويستوفي متطلبات الاتحادين الآسيوي والدولي، إلى جانب صيانة وتحديث الملاعب الحالية من حيث أرضيات اللعب والإضاءة وغرف الملابس، بما ينعكس بشكل مباشر على جودة المنافسات المحلية. كما يُعد إدخال تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في أسرع وقت ممكن خطوة ضرورية للحد من الأخطاء التحكيمية ورفع مستوى العدالة التنافسية في الدوري الأردني.

الاستثمار في العنصر البشري ودعم الأندية

ولا يقل أهمية عن البنية التحتية الاستثمار في العنصر البشري، من خلال تطوير الفئات العمرية عبر إنشاء أكاديميات معتمدة وبرامج كشف مبكر للمواهب، وتأهيل المدربين الوطنيين من خلال دورات متقدمة ومعايشة خارجية، إلى جانب رفع كفاءة الحكام الأردنيين فنيًا وبدنيًا لضمان حضورهم القاري والدولي. كما يجب على الاتحاد أن يخصص جزءًا من هذه المبالغ لدعم الأندية ماليًا بشكل مستدام، بما يضمن قدرتها على تطوير فرقها، تحسين البنية التحتية المحلية، والاحتفاظ بالمواهب الوطنية، بعيدًا عن الحلول المؤقتة أو المكافآت الفردية.


ما تحقق للمنتخب الأردني في الفترة الأخيرة لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل تراكمي طويل، لكن الحفاظ على هذا الزخم يتطلب قرارات جريئة واستثمارًا ذكيًا. فالإنجاز الحقيقي لن يكون في حجم المبالغ التي دخلت الخزينة، بل في الأثر الذي ستتركه على مستقبل الكرة الأردنية، ليصبح النجاح ملموسًا ومستدامًا على المدى الطويل