سلطان وحد الأردنيين

جريدة الملاعب - ربيع العدوان
لم يكتفي فقط بتوحيد الجميع من شتى الأصول والمنابت ومختلف الخلفيات والإنتماءات في حياته، ولم يكن ذلك ذلك الرجل العروبي الوطني فقط عندما كان يلفظ أنفاسه.

تلك الأنفاس عندما توقفت جمعت ولم تفرق، توحد الجميع في وداعه الأخير الأخضر إلى جانب الأزرق، الشرقي إلى جانب الغربي، لم يضعوا تلك الحسابات عائقاً في وجه إلقاء السلام الأخير على من اعتبروه أباً وشيخاً وملهماً.

هي رسالة واضحة وصريحة ومباشرة، فتلك الابتسامة وذلك الشيب كان يتحدث عن حكاية في كل واحدة منه، كلماته تلك لا زالت محفورة في الذاكرة ولن تمحى عندما كان غاضباً من الذين أهلكهم غيظهم وكانت أهدافم دوماً تسعى للخراب والدمار والتفريق بين الأخوة.

هي وصية ذلك الشيخ، هي رسالة واضحة للمدرجات، رسالة ترفض كل ما شهدته في الآونة الأخيرة من احتقان واحتدام وتفرقة، المدرجات هي منطقة الخطر التي طالما كان الشيخ بعقاله المعنقر صمام الأمان لها، كان صديقاً لدود للجميع وكلماته لا تخالف الصواب.

من شهد جنازة السلطان وشهد إلتفاف الأردنيين وتوحدهم، والكلمات الطيبة التي ذكروه فيها، سيستطيع تحليل الرسالة السامية التي قدمتها وسيستوعب ماذا كان يريد دوماً، فهو أراد المحبة والتآخي أراد أردنناً قوياً بقطبيه، إدارة نادي الوحدات كانت الأكثر قوة في التمثيل والحضور وإلى جانبها أغلب الأندية في مشهد رائع يكشف روح التآخي والتقارب التي نشهدها في الأوقات العصيبة والمؤلمة كهذا اليوم.

رحم الله شيخ الرياضة الأردنية وهي دعوة لكل من سيتواجد على المدرجات في مقبل الأيام، ليقتدي بفكره النير ومحبته للجميع، والتآخي الذي كان يدعو إليه.