المطلوب من رونالدو ليكون ميسي في "الكلاسيكو"

يهدد "الكلاسيكو" المرتقب بين الغريمين برشلونة وريال مدريد في ذهاب كأس ملك إسبانيا لكرة القدم شعبية اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو بين أوساط مشجعي النادي الملكي لأنه يقدم عروضاً مذهلة في كل المباريات ولكنه عندما يواجه البارشا يأفل نجمه ويخذل مدربه الماكر ومواطنه جوزيه مورينيو.

مباراة اليوم تعد فرصة نادرة للفتى البرتغالي إذا أراد مصالحة أنصاره بعد المستوى الهزيل الذي ظهر عليه في "الكلاسيكو" الماضي بذهاب الدوري الإسباني الذي انتهى كاتالونياً 3-1، في وقت سطع فيه عدوه اللدود وأفضل لاعب في العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

شعبية رونالدو الآن على المحك، وعليه أن يختار صورته بنفسه خلال المباراة فإما أن يواصل لعب دور الشبح الأبيض أو يكشر عن أنيابه ويبرز قدراته الحقيقية؟ خصوصاً أن الأنظار العالمية تتركز دوماً عليه لعقد مقارنات بينه وبين ميسي إذ لا يزال الجمهور مختلفاً حول هوية الأفضل في العالم رغم حصول فتى التانغو على الكرة الذهبية للمرة الثالثة على التوالي.

رونالدو يمر بأزمة نفسية خانقة كلما لعب ضد برشلونة ويبدو مستسلماً حين يلتقي مع ميسي ورفاقه في المستطيل الأخضر، فهل يتجاوز محنته، اليوم، ويضع حداً للانتقادات الأخيرة التي تعرض لها؟.

ونتساءل أيضاً.. ما المطلوب من رونالدو في "الكلاسيكو" المرتقب؟ وكيف يستعيد ثقة أنصار ريال مدريد الذين أصبحوا يراهنون على المقاتل والهداف الفرنسي -الجزائري الأصل- كريم بنزيمة خلال مباريات الريال مع برشلونة أكثر مما يعولون على كريستيانو.

رونالدو يمتلك إمكانات فنية وفردية نادرة ولكنه لا يستغلها بالشكل الأمثل في مباريات برشلونة ربما لأنه بحاجة إلى معالج نفسي يخرجه من حالة الرعب التي تنتابه لدى الوقوف أمام دفاعات برشلونة، إذ اعتاد كريستيانو دخول ملعب "الكلاسيكو" متلعثماً في حركته ولا يقو حتى على استلام وتسليم الكرات.

ولكي ينجح رونالدو في قيادة مدريد لبر الأمان في المباراة الكبيرة عليه أن ينسى حساباته الشخصية مع ميسي ويفكر جدياً بأنه اللاعب الأغلى في العالم المتوج بالكرة الذهبية العام 2008 والهداف التاريخي لليغا، وأنه بإمكانه العودة إلى حالته الطبيعية وكل ما يلزمه التريث في انطلاقاته والتركيز في التسديدات من حالة الحركة والثبات.

ولن نبالغ إن قلنا بأن رونالدو يتفوق على عدد من لاعبي برشلونة في السرعة وقوة الاندفاع وسيكون طريقه معبداً لمرمى الحارس "بنتو" إذا أيقن إمكانية تجاوز المدافع البرازيلي داني ألفيس على الجناح الأيسر، أو كما فعل برأسية من عمق المنطقة في نهائي نفس كأس الملك الموسم الماضي.

وأخيراً.. يتوجب على رونالدو التحلي بذكاء غريمه ميسي الذي يدرس تمركزه وحركاته قبل وصول الكرة بين أقدامه قبل أن يندفع بسلاسة على طريقة مارادونا صوب المرمى بكل جرأة للتسجيل! لذا فإن كريستيانو مطالب بالتقاط أنفاسه والإنصات لتعليمات المدرب مورينيو لا سيما أن الأخير يمتلك الوصفة التكتيكية التي قد تخلص رونالدو من أزمته مع البارشا!.