جريدة الملاعب -
وصل فصل الصيف وبدأ معه الجزء الثالث من "مسلسل نيمار التائه"، أو قد يمكننا إطلاق اسم آخر عليه هذا الموسم وهو "نيمار العودة" إلى الدوري الاسباني وبالتحديد إلى برشلونة.
نبدأ مع الجزء الأول من المسلسل عندما قرر نيمار الرحيل عن برشلونة رغم رفض النادي وذلك من خلال دفع قيمة البند الجزائي في صيف عام 2017، بصفقة وصلت إلى 222 مليون يورو، وبطريقة مثيرة للغاية لا يمكن وصفها إلّا بالوقاحة.
وفي وقتها، أعاد نيمار سبب الرحيل إلى نيته عدم اللعب خلف ظل ليونيل ميسي، علماً أن كل تصريحاته السابقة قبل انضمامه إلى برشلونة كانت غزلا ومديحا للنجم الأرجنتيني والتأكيد على أنه ينتظر الساعة التي سيلعب فيها بجواره.
رحل نيمار متوجهاً إلى العاصمة الفرنسية باريس في 3 أغسطس 2017 للانضمام إلى صفوف "سان جيرمان"، بهدف استكمال مشروع الفريق بالوصول إلى مصاف اندية "التوب" في أوروبا والفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، لينتهي معه الجزء الاول من المسلسل.
بدأ الجزء الثاني باكراً هذه المرة، عندما أراد "نيمار المدلل" فرض نفسه النجم الأول في الفريق الفرنسي أمام نجوم الفريق على رأسهم إيدسون كافاني، ونذكّر هنا بـ"إشكال ضربة الجزاء". واستكمل المسلسل بإصابة نيمار التي أبعدته عن أبرز مواجهة لفريقه في دوري أبطال أوروبا، أمام ريال مدريد بالتحديد، حيث خرج الفريق من ثمن نهائي البطولة وقتها.
أحداث المسلسل استُكملت في الصيف حيث تناولت العديد من التقارير نية اللاعب بالمغادرة والعودة إلى الدوري الاسباني واختياره بين برشلونة وريال مدريد قبل أن تختفي هذه الأخبار مع تأكيد رئيس النادي ناصر الخليفي عدم رحيل أي نجم من نجومه، على رأسهم نيمار وكيليان مبابي.
أمّا اليوم، فنحن نعيش أحداث الجزء الثالث للمسلسل مع الأخبار التي رافقت الصحف الأوروبية في الفترة الأخيرة عن اقتراب البرازيلي من الرحيل والعودة إلى نادي برشلونة، خصوصاً بعد تصريح الخليفي الذي أكد أن باب الفريق مفتوحاً لرحيل أي لاعب يخرج "عن الطاعة".

وأمام هذا المشهد، لا يمكنا سوى "الاستهزاء" من إدارة نادٍ تفكر بعودة لاعب "خائن" –إذا صح التعبير– فضّل الرحيل عن الفريق من أجل الأموال كشرط أساسي، وها هو الآن يطلب العودة بعد أن كُشف أمره وتراجع مستواه ولزم المنزل لفترة طويلة لإصاباته المتكررة بسبب طريقة لعبه بالدرجة الأولى.
نيمار اليوم يلعب ورقته الأخيرة، ورقة العودة لحصد الألقاب مع فريق برشلونة بعد أن فرض مبابي نفسه النجم الأول في الفريق الذي يقود باريس للألقاب في حين يستغرق البرازيلي وقته لحل فضائحه الجنسية المعقدة.
على الورق، يمكن لنيمار أن يُعالج مشكلة أساسية في هجوم الفريق الكتالوني، خصوصاً مع تراجع أداء فيليب كوتينيو الذي لا يلعب بمركزه اصلاً وكثرة إصابات الفرنسي عثمان ديمبيلي، خصوصاً وأن ثلاثية نيمار-ميسي-سواريز كانت ناجحة للغاية.
لكن هل نيمار 2019 هو نفسه نيمار 2015 مثلاً؟ وهل جمهور برشلونة قادر على تقبل فكرة عودة نيمار؟ هل لاعبو برشلونة قادرين على استيعاب هذه الفكرة؟

قدوم نيمار يعني رحيل لاعب من اثنين، ديمبيلي أو كوتينيو، وعلى الورق هو انتقال ناجح كون اللاعبين الأخيرين لا يقدمان ما هو مطلوب منهما للفريق، حيث يعاني الأول إصابات كثيرة والثاني من تراجع بالمستوى.
لكن ما هو مؤكد أن قدوم نيمار يعني إفلاس إدارة برشلونة وتخبطها على رأس هذا النادي الكبير، بعد سلسلة التعاقدات غير المفهومة منذ فترة ليست بالقصيرة. فهل نسيت برشلونة كل مشكلات نيمار ووالد نيمار (وكيل أعماله)؟ هل نسيت الإدارة أن نيمار طالب بتحسين ظروف عقده قبل عام على رحيله وهذا ما حصل قبل أن يقرر المغادرة؟
لا شك أنّ ادارة برشلونة تبحث عن حل للأزمة التي دخلت بها عندما تم صرف نحو 300 مليون يورو على لاعبين لا يقدمان للفريق أي شيء، في وقت دخل ليونيل ميسي مرحلته الأخيرة في مسيرته الاحترافية، لكن قبل التفكير بنيمار، على الإدارة تحسين سياسة التعاقدات، إعادة تفعيل مدرسة الفريق وبناء فريق للمستقبل بعيداً عن ميسي.
أمّا بالنسبة لنيمار الباحث عن مخرج للنفق الذي دخل فيه، فهو خسر ثقة العالم أجمع، إلّا البعض في إدارة برشلونة، لذلك عليه إكمال ما بدأ فيه مع سان جيرمان وهو تحقيق الحلم الأوروبي مع مجموعة مميزة من اللاعبين وإدارة قادرة على التعاقد مع أي لاعب. الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا أو على الأقل تقديم موسم جيد، سيعيد الثقة بـ"موهبة" نيمار التائه في السنوات الأخيرة.