جريدة الملاعب - مهند جويلس
" كولومبيا وتشيلي أول الواصلين لدور ربع النهائي "
استمرت منافسات بطولة كوبا أمريكا المقامة في البرازيل ، حيث شهدت المباريات صراع الفرق المتنافسة على تحقيق نتائج تضمن لهم البقاء في دائرة المنافسة على إحدى البطاقات الثمانية لربع النهائي حتى الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
وبينت الجولة الثانية تقارب مستويات منتخبات البطولة .. وانتهت ٣ مباريات بالتعادل ومثلها بانتصار بفارق هدف في مبارتين وبفارق هدفين بمباراة واحدة.
وكان المنتخب الكولومبي أول الواصلين إلى دور الثمانية عندما تغلب على منافسه الآسيوي المنتخب القطري بصعوبة بهدف متأخر حمل توقيع مهاجمه المتألق في الكالتشيو الإيطالي زاباتا ، فارضاً المنطق نفسه في المواجهة التي رجحت كفة منافس على لقب أمام ضيف يحضر للمرة الأولى للبطولة الأقدم قارياً.
وبالغ العنابي في الدفاع وشاب أداءه الحذر من التقدم للأمام خوفاً من الهبات الهجومية المرعبة لرفاق خاميس رودريغيز الذي لم يهدأ في تهديد مرمى الأدعم بكافة الطرق حتى قام بصناعة هدف المباراة الوحيد بطريقة مميزة في مباراة شهدت اللجوء المتأخر لتقنية الفيديو والبث التلفزيوني السيء.
الرحلة لم تنتهي بعد في البرازيل لأبناء المدرب الإسباني سانشيز ، فيحتاج المنتخب القطري إلى الفوز في المباراة المقبلة على التانغو الأرجنتيني وانتظاء تعثر منتخب البارجواي بالتعادل أو الخسارة من كولومبيا ، وفي حال لم تفلح قطر بالفوز على رفاق ميسي فنتيجة التعادل قد تضمن وصافة المجموعة بشرط خسارة البارجواي بفارق هدفين.
ولحساب ذات المجموعة فقد أخفق المنتخب الأرجنتيني من تحقيق الفوز مرة أخرى بعد التعادل مع البارجواي بهدف في كل شبكة ، لترفع البارجواي رصيدها من النقاط إلى النقطة الثانية ، وحصد الأرجنتين النقطة الأولى بالبطولة.
المنتخب الأرجنتيني يعاني من أزمة قلة أو ندرة الموهوبين في هذه الفترة ، غياب لأبناء باستطاعتها انتشال اسم الأرجنتين إلى القمم ، الإعتماد الكلي في المباريات على ميسي لا يكفي لمنتخب يصارع على حصد اللقب ، مباراة كانت كارثية للأرجنتين ولولا تألق حارس المرمى وتصديه لركلة الجزاء لشاهدنا وداعاً مبكراً للتانغو من البطولة.
أما مجموعة مستضيف البطولة المنتخب البرازيلي فقد تعثر بتعادل غريب أمام فنزويلا بدون أهداف في مباراة شهدت تسجيل راقصي السامبا ٣ أهداف ألغاهم الحكم بعد اللجوء لتقنية الفيديو وعدم شرعيتهم بحالات مختلفة.
نتيجة بظاهرها سيئة للبرازيل رغم الإستحواذ المطلق على شوطي اللقاء ، وتفتقد الكتيبة البرازيلية إلى قائد حقيقي يدير هذه الكتيبة باقتدار والإبتعاد عن اللعب الفردي .. نعم هناك أسماء كبيرة بتشكيلة البرازيل لكن لا يوجد اسم كبير يقود هذه المجموعة ؛ أي غياب الموهبة الفعالة القادرة على حسم المباراة بلقطة بسيطة.
وبالمباراة الأخرى بالمجموعة فقد سارت الأمور كما شاءت كرة القدم بتغلب القوي على الضعيف حيث تمكن منتخب البيرو من قلب الطاولة على منتخب بوليفيا والفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف.
البيرو رسمت لنفسها خريطة وطريق الوصول للدور المقبل بعد الوصول للنقطة الرابعة ومشاركتها للبرازيل الصدارة مع أفضلية لأصحاب الضيافة ، وفي حال لم يحقق المنتخب البيروفي الفوز في المباراة الأخيرة فتبدو فرصة وصوله لربع النهائي قائمة ولو مع أفضل ثالث من المجموعات الثلاث ، أما بوليفيا فقد ودعت المنافسة مبكراً وقبل خوضها المباراة الأخيرة أمام فنزويلا التي ما زال لها فرصة قوية للوصول للدور القادم.
ولحقت تشيلي بالمنتخب الكولومبي لربع النهائي واحتلت صدارة المجموعة الثالثة بعد تغلبها على المنتخب الإكوادوري بهدفين مقابل هدف.
ولم تعاني تشيلي كثيراً بتحقيق الإنتصار الذي استحقته قبل بداية المباراة بحكم أفضلية عناصرها على المنتخب الذي لم يحقق البطولة من قبل ، ويسعى حامل لقب النسختين الماضيتين إلى تحقيق اللقب للمرة الثالثة على التوالي كما فعلتها الأرجنتين سابقاً في منتصف القرن الماضي.
المنتخبات الآسيوية لم تأتي إلى البطولة من أجل المشاركة فقط ، بل للمنافسة والصعود لأدوار متقدمة وتشريف القارة الأكبر في العالم ، وهذا ما لوحظ من المنتخب الياباني الذي عذب المنتخب الأوروغوياني قبل الخروج بالتعادل بهدفين لهدفين في المباراة الأجمل في هذه النسخة.
كوجي ميوشي مهاجم الساموراي زار شباك الأوروغواي في مناسبتين ، فقد تلاعب بدفاع السماوي في لقطة ، وتمركز باللقطة الثانية بالمكان المناسب وفي كل مرة كانت اليابان تتقدم بالنتيجة قبل أن تعادل الأوروغواي النتيجة وتقاسم النقاط بين المنتخبين.
الجولة الثالثة والأخيرة ستكون حاسمة لجميع المنتخبات التي ما تزال فرصها قائمة الإستمرار بالبطولة ، وتبدو فرص المنتخبات متوازنة في ظل ما شوهد من أداء رفيع المستوى ومتقارب من المنتخبات المشاركة كافة.