جريدة الملاعب - محمد حلمي راشد
لا تنتظروا يوفنتوس كما كان نابولي يظهر في الملعب ، هذا ما بدء به ماوريزيو ساري موسمه مخاطباً ، الجمهور و الإعلام الرياضي ،
لكل فريق خصائص و نوعية اللاعبين التي امتلك لديها اسلوب خاص يختلف عن نابولي و تشيلسي ، هذا ما بعض مما تحدث به المدرب الإيطالي ،
بشكل عام كلماته لا تشوبها شائبة ، صحيحة في مضمونها و على ذلك تظهر لمسات المدرب على الأندية التي يُدرب ،
فريق يلعب بتحولات كثيرة داخل المباراة ، مرحلة المدرب السابق اليغري ، ما بين الـ (4-2-3-1) و التحول لـ (3-4-3) ومنها لـ (4-3-3) ، كل هذا في نفس اللقاء حسب معطيات الخصم و ردة فعله ، مرونة تكتيكية عالية كانت تظهر على اللاعبين ، شاهدنا مانزوكيتش ينجح كجناح ، ماتويدي لاعب عُمق هجومي ، لكن هذه المرونة سقطت في وقت وصلت حدود التضحية من اللاعبين و الابتكار من المدرب للنهاية ،
لذلك ، يحتاج للوقت المدرب الجديد ، ساري يلعب بالأسلوب الواحد ، المنظومة الواحدة التي تعتمد على شكل لعب محدد ، لا يتغير داخل المباراة ، ستجد اختلاف مراكز ، و لا مركزية بين اللاعبين ، لكن الاسلوب هو واحد ، تمريرات قصيرة و سريعة عند رفع رِتم اللعب ، معها تحركات لاعبين بشكل مثلثات و تأتي تمريرة الإفراغ أو الـ Key-pass لتنتهي الهجمة بالهدف ، الشكل العام أو الفكرة العامة جيدة جداً ، لكن تطبيقها ليس بتلك الحِدة ، لا يظهر إلا عندما ينهار الخصم بدنياً ، كما حصل ضد أتلتيكو ، الإنتر و ميلان في قمة هذا الأسبوع ،
بدأ الموسم بأداء خجول ، لديه عذره كونها مباراة افتتاحية ، شوط ممتاز ضد نابولي انشيلوتي و شوط آخر يفقد الفريق تركيزه و سيطرته على اللقاء بشكل غريب ، بعدها اداء غير مقبول ضد الفيولا و تعادل سلبي ،
يرتفع الاداء في القمة الأوروبية ضد أتلتيكو ، مع ذكر أم أتلتيكو الدور الاول يختلف تماماً عن الأدوار الإقصائية ، يذهب اليوفنتوس بعدها ليواجه فيرونا باداء ظهر به فيرونا ند لـ حامل اللقب ، و بريشيا كذلك الأمر ، المباراتان انتهت بفارق هدف ،
وبعدها جميع النتائج انتهت بفارق هدف باستثناء مباراة ليفركوزن ،
اليوفنتوس هو أكثر فريق انتهت لقاءات الفوز لديه بفارق هدف وحيد ، ما بين الـ 2-1 و الـ 1-0 ،
هو الفريق الوحيد في أوروبا لم يخسر للآن مباراة واحدة ! نعم باداء لم يصل للذروة أو المستوى الذي يمتلكه لاعبوا النخبة لديه ،
مباراة الانتر و الشكل القوي الذي ظهر به خصمه اليوفنتوس ، صحيح أن ساري قدم مباراة جيدة جداً فنياً و لاعبوه أيضاً ، لكن الخصم أتى من مباراة مرهقة جداً ضد برشلونة في الكامب نو و ظهر عليه الهبوط البدني الذي استغله اليوفنتوس و سجل هدف الفوز في الدقيقة 80’ ،
بعدها ينتصر بنتيجة 2-1 عَلى بولونيا و نفس النتيجة ضد لوكوموتيف الروسي في دوري الابطال ، ويأتي ليتشي الذي يحارب المراكز الأخيرة و يتعادل معه هدف لهدف ، انتصار آخر ضد جنوى بهدفين لهدف ، و ديربي المدينة يُحسم بهدف من مُدافع وهو دي ليخت ، ثم أياب دوري الابطال ضد الفريق الروسي و هَدف الدقيقة الأخيرة من البديل كوستا ،
وصولاً لقمة هذا الأسبوع ، فوز في كلاسيكو الكرة الإيطالية بهدف وحيد أمام أحد أسوأ أوقات الميلان فنياً ، لكن الميلان ظهر أكثر رغبة و أكثر توازن و استحق إن لم نبالغ الانتصار ،
هُنا ، نجد عدم سيطرة على الخصوم ، السيطرة ليست نسبة و عدد تمريرات كبيرة ، السيطرة هي فرض الاسلوب والجانب الإيجابي منه ، أي أن تتحول السيطرة لأهداف ، و إنهاء المباريات بشكل يعكس قوة الفريق على الأندية الأخرى ، فعندما يرى ليتشي ما قدمه فيرونا أو بارما أمام اليوفنتوس وكيف استطاع احراجه ، سيتجرأ و يظهر بثقة مضاعفة تجعل الأمور الأصعب ،
[٧:٠١ م، ٢٠١٩/١١/١٧] ربيع العدوان: بداية الموسم ، انتظر الجميع شكل الـ (4-3-3) بتواجد كوستا ، رونالدو و ديبالا ، و التخلص من بطء خط الوسط بتواجد خضيرة و ماتويدي و بيانيتش سوياً ،
أتت إصابة كوستا ، ليظهر اليوفنتوس بلا تغييرات ، ثلاثية الوسط نفسها ، و نجد فجأة ظهور بيرنانديسكي بدور رقم 10 مصانع لعب صريح ، دور لا يتقنه الايطالي و لم يلعبه من قبل ، في المنتخب يلعب كجناح وفي فريقه السباق فيورنتينا ظهر كلاعب جناح حُر يميل للعُمق ، يتم اعتماد هيغواين و رونالدو في المقدمة ، و نجد أن البرتغالي يلعب جناح صريح لديه مهام تسجيل و صناعة ،
المدرب ساري يُبرر هذا الأمر باللامركزية ، أن لاعبين المقدمة تحديداً و لاعبوا الوسط باستثناء بيانيتش ليس لديهم مركز محدد بل مهام و خطة يقومون بتنفيذها ، فنجد خضيرة في منطقة الجزاء أحياناً ، و أحياناً ماتويدي ، يخرج هيغواين خارج البوكس و يأخذ رونالدو محله ، وهكذا ،
لكن ! هذه الأمور التكتيكة لم تعُد تنجح كما كانت سابقاً ، لانها تُمنح سيطرة سلبية في الملعب بسبب الزيادة العددية و تراجع الخصم للخلف لكنها لا تمنحك فرص كثيرة للتسجيل ، لماذا؟ لانها تحتاج تطبيق بنسبة تقترب لـ 100% وهذا غير متوفر في اليوفنتوس ،
اليوفنتوس لا يمتلك أظهرة على مستوى عالٍ من الصناعة و التوغل الهجومي ، اليكس ساندرو يظهر أحياناً جيداً و أحياناً يظهر غير متوازن في الاداء الهجومي و الدفاعي ، كذلك دانيلو و دي شيليو ، السبب الآخر بطء لاعبي الوسط الذين يمتلكون حرية الحركة و قلة جودتهم الفنية بإنهاء الهجمات إن كان تسجيل أو تمرير وهم خضيرة - ماتويدي و بدلائهم ، لذلك نجد أن الفريق يصل لمرحلة ما قبل الهدف و يتوقف ، إلى أن يأتي البديل (ديبالا) و يضع لمسته في الصناعة او التسجيل وذلك بسبب جودته الفنية ،
في قمة الأسبوع الايطالي ، الميلان بمدرب جديد ، خبرته جيدة في الكالتشيو لكنه يمتلك فريق يعاني حرفياً من كل النواحي ، تخبط اداري و مشاكل بدنية و فنية ، وفارق فني بين لاعبوا الفريقين ظاهر للجميع ،
ماذا حصل ؟ ظهر الميلان في ملعب اليوفنتوس أرينا و كأنه صاحب الارض و الجمهور و حامل اللقب ، تنظيم عالٍ و مهام يقوم بها كل لاعب على أكمل وجه ،
عانى اليوفي بشكل كبير أمام هذا التنظيم ، الرقابة لاعب للاعب ، تم إيقاف بيانيتش بمراقبته عن طريق التركي أوغلو فتعطلت نصف هجمات اليوفنتوس ، مع وجود بينتكاور و ماتويدي وجردتهم الفردية القليلة بالتعامل مع الرقابة و الضغط ، عُزل خط الوسط تماماً عن المهاجمين ، فلم يجد هيغواين و رونالدو الكرات اللازمة للتسجيل ، و بيرنانديسكي يلعب وحيداً بين الخطوط ،
أتت التبديلات اضطرارية ، و جمهور اليوفي يشكر هذا الاضطرار ، يدخل ديبالا و كوستا الذي لا نعرف للآن لماذا لا يلعبون بشكل أساسي وهم من أساسيات الاسلوب الذي يريد تطبيقه المدرب ماوريزيو ساري وهما السرعة والمهارة الفردية عند إغلاق المساحات ، تغير شكل الفريق و أصبح أكثر شراسة و حدة ، تشعر بثقل اللاعبين ضد الخصوم لأن الحلول و القرارات تخرج بسرعة من اللاعبين ، هجمة من سبع تمريرات ثلاث منهم بشكل مثلثي و مراوغة رائعة من ديبالا لكابتن الميلان رومانيولي وهدف الفوز ، هدف آخر من ديبالا يضع به فريقه في المقدمة مرة أخرى .
هُنا ، علامات استفهام تظهر بشكل أكبر من ذي قبل على المدرب ساري ، لماذا هذه الاختيارات المتكررة رُغم جاهزية الدكة ، الم يحن موعد اعتماد أوراق ديبالا ووضع بيرنانديسكي في الدكة ولو على سبيل التجربة لأكثر من 90’ دقيقة ، عاد البرازيلي دوغلاس و لا نراه أساسياً ، و لمتى سنرى رونالدو لاعب جناح وهو في عُمر الـ 34 عاماً و هيغواين يلعب داخل الجزاء !
أمور يجب حلها ، لأن هذا اليوفي لم يتغير به شيء عما كان عليه في فترة اليغري التدريبية ، بل الفريق يعاني بالانتصار في مباريات أنهاها المدرب السابق بطريقة أسهل و أشعر الخصوم بقوة لاعبيه و دكته ،