جريدة الملاعب -
مر زمن طويل منذ المرة الأخيرة التي تحدث فيها زيدان عن بول بوغبا، فالرجل عبر مؤخراً عن حبه لكيليان مبابي، لكن ما عبر عنه ريال مدريد فعلياً بالورقة والقلم هو تمديده لعقد فالفيردي حتى 2025 وذلك بقيمة كسر عقد وصلت إلى 750 مليون يورو.
بعيداً عن أن قيمة كسر فالفيردي أعلى من ليونيل ميسي حتى، لكون ريال مدريد يتبع هذه السياسة بشكل واضح. إلا أن اللاعب الشاب بات القطعة الذهبية في تركيبة زيدان، ولم يعد الأمر يقتصر على أدواره الدقاعية الصلبة التي تهتز من دونه منظومة ريال مدريد بالكامل، بل أظهر في مباراة باريس سان جيرمان أنه ذكي جداً باختيار التوقيت لدخول منطقة الجزاء والتصرف وتأمين الإضافة العددية السليمة في التوقيت والتنفيذ.
لا بوغبا بعد اليوم؟

لا يُمكن مقارنة قدرات فالفيردي ببول بوغبا، فاللاعب لم ينضج بعد إلا أنه قادر بشكل كبير على التطور، وهنا السؤال لماذا يدخل فريق 150 مليون يورو أو أكثر بلاعب (بعيداً عن أهميته الإعلامية) وهو يملك لاعب قادر على القيام بأدوار قريبة في خدمة المنظومة.
يُمكن القول هنا أن الفريق يحتاج إلى بدلاء، إلا أن وضع فالفيردي على الدكة ومنع تطوره من أجل ضم بوغبا يعد في الحقيقة ضرب من الجنون، كذلك فإن الفريق الملكي ما زال يملك مورديتش الذي يُمكنه أن يلعب دوره في أوقات معينة ويُمكنه استرداد سيبايوس من آرسنال.
درس فكرة فالفيردي

لا يقتصر تألق فالفيردي عليه كلاعب، بل على إمكانية تحول النجاح الذي طرأ معه إلى نهج يعتمد عليه ريال مدريد. في الوقت الحالي يضع زيدان عينه على مبابي على الرغم من أنه يمتلك العديد من الأسماء التي يمكن البحث في إمكانياتها والتي يُمكن أن تشكل قنبلة موقوتة على الصعيد الفني أبرزها: رودريغو.
البرازيلي يملك الكثير من الامكانيات المختلفة عن مبابي وفي الحقيقة هو أكثر مهارة منه بالمعنى الفطري. مبابي يملك سرعة كبيرة وهداف عظيم وصحيح أنه أكثر نضجاً اليوم، لكنه حين يخرج لمواجهة واحد على واحد ولا يستطيع التفوق بالسرعات تصبح إمكانياته أقل، ليس مثل ميسي أو نيمار لا يستطيع المناورة بالطريقة ذاتها، هنا يبرع رودريغو بالمساحات الضيقة وإذا ما اكتسب ثقة أكبر مع سلسلة من المباريات يُمكن أن يشكل النموذج الجديد للتخلي عن فكرة مبابي.
بعض الصفقات في أساسها لا يكون فنياً بل اقتصادياً أيضاً ويهدف إلى الضخ في الشريان المالي للأندية، لكن في بعض الأحيان يُمكن أن يكون الذهب أمام ولا تراه.