من خان برشلونة؟

جريدة الملاعب -

صُب الزيت على النار أخيراً واشتعلت الحرب داخل برشلونة مع خروج الخلافات للعلن بخطوة كان لابد من الوصول إليها فالتضارب بدا كبيراً بالفترة الماضية حيث لم يكُن من الممكن أن يمر التخلي عن فالفيردي بسهولة بعد تأكيد اللاعبين، بمقدمتهم ميسي وسواريز، على دعمهم له.

في نوفمبر الماضي، قبل إقالة فالفيردي بحوالي شهرين، خرج أبيدال ليقول أن النتائج ليست كل شيء لتحديد مصير المدرب ولابد من النظر لما هو أبعد مشيراً للمكاسب الكبيرة التي قدمها فالفيردي لبرشلونة ورغم عدم تغير أي شيء داخل البارسا بعد ذلك التاريخ يرى أبيدال فجأة أن علاقة بعض اللاعبين بالمدرب لم تكُن جيدة!

بقراءة لكلام أبيدال قد نرى نقطة تحدثت عنها الصحف سابقاً فبالعودة لأيام فالفيردي الأخيرة خرجت الصحف الكاتالونية لتقول أن فالفيردي يعطي اللاعبين مكاسب كبيرة على صعيد الراحة والعطل في حين قال أبيدال أن الجهد لم يكُن كبيراً بالتدريبات وهو ما قد يزيد من الشكوك فعلاً حول وجود مكاسب كان فالفيردي يقدمها للنجوم الكبار.

لكن دعونا ننظر بعين الواقع للكلام: فاز برشلونة بلقبي دوري مع فالفيردي وخرج من دوري الأبطال مرتين بسيناريو درامي بعد تحقيق نتيجة كبيرة ذهاباً إذاً المشكلة كانت ذهنية قبل أي شيء وتتعلق بكيفية الحسم بمواقف من المفترض أن تكون سهلة كفوزك على روما 4-1 وليفربول 3-0 بالتالي وإن كان فالفيردي قد قام بمنح عطل إضافية فعلاً فإن تأثير هذا على خروج الفريق مرتين من دوري الأبطال لا يبدو واضحاً والربط بين الأمرين قضية معقدة.

لنعود للقضية الأساسية من جديد والمتمثلة بإقالة فالفيردي، خرج برشلونة من كأس السوبر في التاسع من يناير وقرار التخلي عن فالفيردي جاء بعد حوالي 4 أيام وهو وقت طويل نسبياً لاتخاذ قرار كهذا خلال الموسم وهو ما يزيد من الشكوك حول ظهور حدث مفاجئ أفقد إدارة البارسا السيطرة وغالباً هذا الحدث كان الكشف عن مفاوضات أبيدال وتشافي ليتولى الأخير تدريب البلاوغرانا بخطوة مهدت لقطع الثقة بين فالفيردي والنادي.

خيار التخلي عن فالفيردي جاء نتيجة فشل إداري تمثل بعدم تمكن أبيدال والإدارة من الحفاظ على سرية المفاوضات وبعد حوالي 20 يوم من الإقالة اختار أبيدال التحايل على الأمر بعض الشيء بالحديث عن أسباب ثانية تسببت بالتخلي عن المدرب لإبعاد المسؤولية عنه ولو أن هذا يمثل نسفاً واضحاً لما قاله عن فالفيردي قبل فترة قصيرة من التخلي عنه!

حيلة أبيدال لم تمر مرور الكرام بل تصدى له ميسي سريعاً والأكثر من ذلك هو أن ليو قال ما يقوله المحللون بأسلوبه الخاص فطوال اليومين الماضيين كانت الصحف تتساءل عن سبب التخلي عن كارلوس بيريز وعدم تعويض سواريز المصاب فبعد انضمام ديميبلي لقائمة الغائبين حتى نهاية الموسم لم يبقَ لبرشلونة إلا 3 خيارات بالصف الأمامي وهي ميسي وغريزمان وفاتي بصورة تُظهر مرة أخرى فشل الإدارة بالتخطيط خاصة وأن الميركاتو الشتوي انتهى قبل أيام فقط.

اقرأ أيضاً...أخبار برشلونة

يصعب على أي أحد مواجهة ميسي داخل برشلونة ويمكننا ببساطة أن نتذكر كيف خسر بيري غراتاكوس في يناير 2017 مكانه بإدارة أكاديمية النادي فقط لأنه قال أن تشافي وإنييستا ونيمار وسواريز هم من صنعوا أسطورة ميسي وكان على أبيدال أن يدرك مدى حماية ميسي لفالفيردي ورفض أي أحد التلميح بأي شيء مغاير لذلك.

أخفق أبيدال في عمله الأساسي ولم يتمكن من بناء دكة قوية ومن ثم حاول إيجاد مخرج لقضية التخلي عن فالفيردي لكن كل هذه الأشياء قللت من قيمة منصبه فالمدير الرياضي لابد من أن يحظى بهيبة لا تقل عن المدرب يتمكن من خلالها من جمع اللاعبين حوله فظاهرة انتقاد لاعب لمدير رياضي بناديه هي أمر استثنائي يصعب أن نراه لكن التدهور الذي حققه أبيدال بولايته تسبب بإيصال الأمور لهذا الحد.

أخطأ ميسي بنقل الحرب للعلن بدلاً من حل المشاكل داخل النادي لكن بعد كل الفوضى التي خلقها أبيدال كان لابد أن تصل الأمور بالنهاية لحد يتحمل فيه النجم الفرنسي السابق ردة فعل نارية من أحد أكبر أعمدة الفريق.