• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية رياضة عالمية عقدة الفائز بالفضية
  • التعليقات: 0

عقدة الفائز بالفضية

29-05-2020 12:05 PM

جريدة الملاعب - هذه الصورة يعرفها متابعو الرياضة بالذات في أمريكا وكندا لما لاقته من انتشار.

هي صورة لاعبة الجمباز الأمريكية ماكييلا ماروني بعد فوزها بالميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012. قصة الصورة هي أن ماكييلا كان متوقعا لها الفوز بالميدالية الذهبية في مسابقة الوثب فوق الحصان و كانت في طريقها لتحقيق هذا الفوز لولا أنها تعثرت أثناء هبوطها مما أدى لفوزها بالفضية.

النظرة التي بدت على وجهها أثناء التكريم لم يكن هناك أي صعوبة في تفسيرها. كانت هي نظرة الخسارة و الحسرة و خيبة الأمل. الصورة انتشرت انتشارا واسعا أدى لشهرة ماكييلا ربما أكثر مما كان سيحدث فيما لو فازت بالذهبية

اتضح فيما بعد أن ردة فعل ماكييلا هذه و عدم رضاها هو شيء يعرفه علماء السيكولوجيا وبعضهم يطلق عليه "عقدة الفائز بالفضية" ولها تفسير علمي يستحق التأمل.

في عام 1995 قام عالمان نفسيان في جامعة كورنيل بجمع صور التتويج بالميداليات في دورة الألعاب الأولمبية في برشلونة عام 1992 و عرضوها على مجموعة من الطلاب و طلبوا منهم أن يقيّموا تعبيرات وجوه الفائزين أثناء التتويج حسب مقياس للسعادة هو 10 إذا كان الفائز شديد السعادة و 1 إذا كان يبدو شديد الحزن أو الحسرة.
بعد التقييم قاموا بجمع و حساب العلامات و تبين أن الفائز بالفضية حصل على علامة 4.7 على مقياس السعادة بينما الفائز بالبرونزية والذهبية حصلا على علامات متقاربة في حدود 7.5.

التفسير هو أن الفائز بالفضية لا يملك في أكثر الأحيان إلا أن يقارن نفسه بالفائز بالذهبية ويقول "كان ممكن أن أكون أنا الفائز". هذا الطريقة من التفكير يسميها العلماء "counterfactual" أو طريقة التفكير المنافية للواقع. حيث يقوم الشخص بتكوين فكرة بناء على واقع غير حقيقي.

الفائز بالبرونزية في المقابل يقارن نفسه بمن لم يفز بشيء وغالبا يقول في نفسه "أنا محظوظ أني فزت بشيء على الأقل".

هنا تبدو نسبية الأمور في تفكير الإنسان فهو لا يبدو عموما مهتما بالقيمة المطلقة لما أنجز أو كسب وإنما بقيمة ما كسب مقارنة بما حصل عليه غيره.

حتى يبرهن العلماء على ذلك قاموا، في دراسة أخرى، بسؤال مجموعة من الناس: هل تفضل أن تحصل على راتب سنوي مقداره 100 ألف دولار فيما يكون دخل من حولك هو 200 ألف دولار سنويا أم الحصول على راتب 50 ألف دولار بينما دخل من حولك هو 25 ألف. عِلما أن القوة الشرائية للـ 50 ألف هي نصف القوة الشرائية للـ 100 ألف. ماذا تعتقد كان جواب الناس؟ تقريبا نصف الذين سُئلوا اختاروا الـ 50 ألف. لا لأي سبب سوى أن يكونوا أفضل من غيرهم مع أن ذلك يعني أنهم سيكونوا أقل غنى.

من الواضح أن طريقة تفكير بعض الناس، وربما معظمهم، في الحكم على قيمة ما يملكون فقط من خلال مقارنة أنفسهم بغيرهم يجعلهم يتخذون قرارات حمقاء والأسوأ من ذلك يجعلهم أقل سعادة.

لا تكن كالفائزين بالميدالية الفضية الذي غفلوا عن قيمة ما يملكون بالنظر إلى ما في يد غيرهم وإلا لبدا ذلك في وجهك كما بدا في وجه ماكييلا.




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

رياضة عالمية