من فريق "فاشل" الى بطل اسبانيا

جريدة الملاعب -

بعد الموسم الماضي الكارثي لريال مدريد بقيادة ثلاثة مدربين مختلفين كان اخرهم زين الدين زيدان الذي وصل في منتصف الموسم تقريباً بعد أن خسر ريال مدريد كل شيء، اعتقد الكثير من المتابعين أن "الجيل الذهبي" للفريق الذي حقق ثلاث بطولات في دوري ابطال أوروبا قد انتهى.

وحده زيدان أبقى الأمل بلاعبيه الذين خاض معهم صولات وجولات على الملاعب الإسبانية والأوروبية وكتبوا سوياً تاريخ من ذهب، ورغم أنه تعاقد مع 5 لاعبين "أساسيين" لتعزيز تشكيلة الفريق، إلّا أن الثقة الكبيرة بقيت بالفريق الأساسي.


عانى زيدان العديد من المشاكل منذ عودته، مع تراجع حاد بمستوى الجميع، اتى لينقذ ويعمّر، أنهى الموسم الماضي بأقل خسائر ممكنة، متأهلاً الى دوري ابطال أوروبا ومعتمداً على كل اللاعبين للوقوف على جهوزية الجميع في معركته الجديدة.

انتهى الموسم وبدأ العمل الفعلي في ريال، حيث تخلى الفريق عن العديد من اللاعبين بين انتقال دائم او على سبيل الإعارة، كما تعاقد مع اخرين لقيادة "ثورة" داخل الفريق بهدف الفوز بلقب الدوري الإسباني.

قد يكون زيدان أخطأ بخياراته في سوق الانتقالات، وحده فيرلاند ميندي اعطى إضافة للفريق مع إصابات ايدين هازارد المستمرة وابتعاد لوكا يوفيتش عن مستواه، وتواضع أداء ايدير ميليتاو في الدفاع، وعدم الاعتماد على الحارس البديل لتيبو كورتوا، وتقديم رودريغو لمستوى عادي اذا صحّ التعبير.

ولكن زيدان عرف تماماً كيف يعالج كل مشاكله في موسم استثنائي بكل ما للكلمة من معنى، من الانطلاقة السيئة الى التوقف القسري بسبب فيروس كورونا وصولاً الى النهائيات الـ 11 ، وتوجها بالفوز بلقب الدوري.

زيدان عرف كيف يتخطى مشكلة غاريث بيل وخاميس رودريغيز، دافع عن الثنائي حتى ولو ابتعد كل منهما عن المستوى المطلوب، كانا عنصران سلبيان في الفريق ولكن زيدان وفي كل مرة يخرج فيها الى الاعلام كان يدافع عنهما.


زيدان تخطى مشكلة إصابات ايدين هازارد، وتعامل معه بأفضل طريقة ممكن لضمان عودة موفقة للاعب، حتى ولو كانت في الموسم المقبل.

الفرنسي تخطى مشكلة رحيل كريستيانو رونالدو وأعطى كريم بنزيما هذا الدور المهم على ارض الملعب، ففجر اللاعب الفرنسي كل طاقاته في مصلحة الفريق.

زيدان عرف كيف يتعامل مع الإصابات وكيف يستفيد من كل لاعب أساسياً كان أم احتياطياً، استفاد من ماركو اسينسيو فور عودته، وظف فينيسيوس جونيور بالطريقة المناسبة، استفاد من سرعة وموهبة رودريغو، أعاد لوكا مودريتش الى "صورة أفضل لاعب في العالم"، أعاد توني كروس الذي نعرفه، وأصبح دفاعه الأفضل في أوروبا.

قد لا يكون زيدان من أفضل المدربين الفنيين في العالم حالياً، ولكنه يعرف كيف يفوز بالألقاب، عرف كيفية الفوز بلقب السوبر مع غياب كريم بنزيما في المملكة العربية السعودية، عرف في السابق كيفية الفوز بثلاثة ألقاب على التوالي في دوري الأبطال، واليوم عرف كيفية الفوز بلقب الدوري الإسباني.