تريزي جول .. فرعون البريميرليغ

جريدة الملاعب - مهند جويلس

محمود حسن تريزيجيه .. أو كما يحلو لعشاق الكرة المصرية بتسميته ( تريزي جول ) نسبة إلى النجم الفرنسي السابق دافيد تريزيجه والذي حقق مع الديوك لقبي كأس العالم وأمم أوروبا، إذ يتميز الفرعون البالغ من العمر 26 عام بحسٍ تهديفي مميز.

منذ أن وطأت قدم تريزيجيه البريميرليغ مطلع الموسم الحالي وتحديداً قبل عام من الآن، لم يتوقع الكثيرين من خبراء كرة القدم العالمية والعربية نجاح هذا اللاعب كثيراً في ظل تجاربه المختلفة تماماً عن الدوري الإنجليزي، فمغامراته كانت غير بلده الأم في تركيا وبلجيكا، عدا عن أنه انتقل إلى فريق صعد وقتها إلى مصاف الدوري الممتاز، ففرص نجاح اللاعب تبدو مجهولة في دوري صعب.

وهذا ما تحقق بالفعل في بدايات محمود في البريميرليغ، إذ صام عن التسجيل التهديف حتى الجولة الحادية عشر وبما يقارب ثلاثة أشهر منذ أن دخل أسوار " فيلا بارك "، وكان أول هدف يسجله في شباك فريق زميله في المنتخب المصري محمد صلاح ورفيقه ليفربول، وقتها خسر الفريق بهدفين لهدف ولم يكن لهدف تريزيجيه قيمة مميزة.

وبنفس قيمة هدفه في ليفربول، كان تريزيجيه على موعد مع زيارة شباك وولفرهامبتون في الجولة اللاحقة والخسارة بنفس النتيجة، وبعدها بثلاث جولات أيضاً خسر فريق أستون فيلا أمام تشيلسي بهدفين لهدف كان من نصيب تريزيجيه مرة أخرى، وكأن الحظ السيء يرافق تريزيجيه في كل مرة يسجل فيها يخسر فريقه.

واستمرت الجولات وانقضت الأخرى وتوقفت الكرة عن الدوران بسبب كورونا، ولكن قبل توقفها بقليل خسر مع فريقه أستون فيلا لقب كأس رابطة المحترفين الإنجليزية وذهابه نحو مدينة مانشستر وإلى ممثلها الأزرق" السيتيزين "، وينسب الفضل في الذهاب إلى المشهد الختامي لأبناء الفيلا بارك إلى المصري المميز الذي سجل هدف الفوز المتأخر على ليسترسيتي في الأمتار الأخيرة من المباراة والفوز بهدفين لهدف.

ولم يكن وضع فريقه جيد لا قبل التوقف أو بعده، فالخسارات تتوالى على هذا الفريق ويقترب شيئاً فشيئاً من الهبوط إلى أندية الدرجة الأولى، حتى ظهر النجم المصري في أفضل حالاته في الجولة قبل الماضية ودك شباك كريستال بالاس بهدفين عززا من فرص بقاء فريقه في الدوري، قبل أن يعود يوم أمس ويفك عقدة لازمت فريقه بعدم الفوز على آرسنال وأحرز هدفاً كان وزنه ذهباً في الصراع المستمر في البقاء بين الكبار.

نفس الأهداف الذي حققها خلال 34 جولة حققها في 3 جولات قبل نهاية الدوري، ويقف فريقه في المركز السابع عشر مع تبقي جولة واحدة أمام وست هام يونايتد، فيما يواجه خصمه المباشر على بطاقة الثبات واتفورد مستضيفه آرسنال .. وتبدو حظوظ رفاق تريزيجيه أوفر في الثبات على الورق، لكن الدوري الإنجليزي وكرة القدم لا يعترفان بالمنطق.

قد لا توفي هذه الكلمات النجم الساطع في سماء الكرة الإنجليزية مؤخراً والذي بدا حديث الصحافة هناك، إلا أن إصرار اللاعب ونزولاًعند ثقة فريقه به عند التوقيع معه جعلت الحملاً مضاعفاً عليه وعاهد نفسه بأن يحمل الفريق على كتفيه خلال المرحلة الحالية .. فهل يتميز وتحتفل جماهير الدوري الإنجليزي بلاعبان مصريان هذا الموسم ؟ محمد صلاح صعد بفريقه إلى منصة تتويج الدوري الغائب عن خزائن ليفربول 30 عاماً، وآخر " تريزيجيه " يحلم بتقديم مباراة العُمر وثبات فريقه بين كبار أقوى دوري في العالم.