الفيصلي .. لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين

جريدة الملاعب - ربيع العدوان

استغربت كثيراً من تصريحات المدرب المصري رضا عبد العال والذي كشف فيها عن عرض قدم من أحد أعضاء مجلس إدارة النادي الفيصلي، لتدريب الفريق في الفترة المقبلة.

المدرب المصري قال أن العرض قدم له قبل ما يقارب الـ10 أيام، وتم مشاورته في بعض الأسماء التي يمكن أن تستلم زمام الجهاز الفني في الفترة المقبلة، ولكنه رفض ذلك لالتزامه مع نادي طنطا الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية المصري.

للحقيقة ما يدفع للاستغراب هو نوعية المدربين الذين يبحث عنهم الفيصلي لاستعادة ألقه وترميم صفوفه واستعادة هيبته بعد الموسم المتواضع الذي قدمه بطل النسخة الماضية من دوري المحترفين، والأمر يحتمل ملاحظات في الشقين الإداري والفني.

رضا عبد العال الذي يمكن أن يكون ناجحاً كممثل كوميدي أكثر من كونه مدرب، وسجله التدريبي يعكس ذلك، فهو كما يقال في مصر "بدرب طنطا عشان مش لاقي"، كما أنه ملك "الإفيهات" في مواقع التواصل الاجتماعي المصرية، لما يطرحه من أفكار وأسلوب تلقائي خلال تواجده في البرامج، بكل أمانة هو نجم على "الكاميرا" ومن أكثر المحللين الممتعين، ولكن الكثير من الجدل والقليل من الخبرة وسجل تدريبي متواضع هو ما يميزه، وبالتالي ماذا سيقدم رضا عبدالعال للفيصلي..؟

إذا ما تحدثنا فنياً، فالفيصلي هذا الموسم عانى كثيراً، عاني من تغيير المدربين والمحترفين وتواجد عدد كبير من اللاعبين الزائدين على الحاجة، أو بمنطقية أكثر لنقل لم يوفقوا، وبالتالي الحاجة ماسة لمدير فني ذو خبرة، قادر على العودة بالزعيم لمكانه في المنافسة على الألقاب.

هذا المدرب بحاجة للكثير من الحرية، حرية في سوق الانتقالات وتدعيم الفريق والاستفادة من بعض الأسماء الشابة الموهوبة التي فرضت نفسها خلال الأسابيع الماضية، لدمجها مع أسماء الخبرة القادرة على العطاء، واستقطاب لاعبين في المراكز التي عانى منها الفريق، ولكن بالأساس بحاجة لحرية الخيار.

لنذهب للشق الإداري، فبنفس الطريقة وذات العادة، تبدأ إدارة النادي الفيصلي المفاوضات مع جهاز فني جديد والجهاز الفني الجديد "السابق" لا زال في بداية مشواره وعلى رأس مهامه الفنية وينتظر مباريات حساسة، فلم يمضي على استقالة المدير الفني راتب العوضات وتعيين عدنان عوض شهران فقط، وسبق أن جرت هذه العادة في مناسبات عدة وتسببت بزعزعة استقرار الفريق فنياً.

السؤال الثاني يتعلق بدور اللجنة الفنية التي أعلن عنها بقيادة "الدبور" جريس تادرس، هل أعطت الضوء الأخضر لهذا الخيار، وكيف يطلب من مدرب ترشيح أسماء لتدريب الفريق وهنالك لجنة فنية منوط بها الأمر، وهي التي يجب أن تتحرك لاختيار الجهاز الفني أو الحفاظ على الجهاز الحالي ومن ثم التنسيق لاختيار اللاعبين والتخطيط السليم لبناء الفريق.

لا يمكن قبول تعاقب ما يقارب 5 أجهزة فنية على فريق بحجم النادي الفيصلي في موسم واحد، ولا يمكن أيضاً تعاقب 8 محترفين، والإدارة الفيصلاوية بحاجة الآن لوقفة جادة من أجل ترتيب الأوراق والعودة بالزعيم لمكانه الطبيعي، وتفعيل اللجنة الفنية بالشكل المطلوب والانتهاء من التهافت على التوقيع مع المدربين واللاعبين.

همسة: "المستشارين" فنياً وإدارياً وإعلامياً هو أكثر ما تريده إدارة النادي الفيصلي في الفترة المقبلة.