الملاعب تنفرد بالتفاصيل… كارثة مدوية في دوري المحترفين الأردني .. !!

جريدة الملاعب - سحاب بدأ لقاء الجليل بدون جهاز فني

احمد عبد القادر اعطى التعليمات للاعبين بـ"البث المباشر"

سقف التعاقدات سبب منع تسجيل الجهاز الفني الجديد


ربيع العدوان

لا يمكن بأي شكل من الأشكال تقبل ما حدث في مباراة الجليل وسحاب لإطار الجولة الرابعة من بطولة دوري المحترفين، بل يمكن وصف ذلك بأنه "وصمة عار"، فلا يجوز أن يبدأ فريق مباراة في هذه البطولة بدون مدرب أو جهاز فني، فحتى في دوري المدارس يتواجد مدرس التربية الرياضية مع فريقه.

فقد بدأ نادي سحاب المواجهة التي أقيمت على ستاد الحسن باربد بدون جهازه الفني، ولم يتواجد على الدكة مدير الفريق، وبشكل إجباري تواجد الطبيب المعالج، أما الجهاز الفني الذي يقوده المدرب الوطني أحمد عبد القادر فقد منع من دخول ملعب اللقاء، وذلك بعد منع تسجيله من قبل الاتحاد الأردني لكرة القدم لتجاوز سقف المبلغ المسموح للنادي بتسجيل اللاعبين والأجهزة الفنية وهو ما يعرف بـ"قانون اللعب المالي النظيف"، وهذا إجراء قانوني بحت ولكن يبدو أن تطبيقه جاء منقوصاً.

هذه الحالة تدعو وبشكل عاجل إلى إعادة التفكير في تطبيق هذا القانون بما يتناسب مع الواقع الذي تعيشه الأندية الأردنية ومنها نادي سحاب الذي اضطر وبحسب مصدر مطلع لصحيفة الملاعب أن يقوم المدير الفني أحمد عبدالقادر بشرح التعليمات الفنية بين الشوطين من خلال "البث المباشر" على الهاتف، في سابقة خطيرة للغاية.

وقبل الخوض في الأمر لابد من شرح مبدأ "اللعب المالي النظيف" الذي بدأ الاتحاد بتطبيقه للسنة الثالثة على التوالي وكنا في الملاعب قد انفردنا بنشر تفاصيله قبل 3 أعوام، وهو أن يقوم كل نادٍ في دوري المحترفين بتسجيل مداخيله للموسم الواحد، بحيث يوازن بين تعاقداته ومصاريفه اللوجستية للموسم كامل بما لا يتجاوز مبلغ الدخل، وذلك جاء كحل لعدم تسجيل وتراكم المبالغ المالية على الأندية بفتح باب التعاقدات على مصراعيه، بمثل أن أحد الأندية قام بتسجيل مداخيله وموازنته للموسم الحالي وقدرت بـ200 ألف دينار، يسمح له بصرف تعاقدات للاعبين والأجهزة الفنية بسقف أعلاه 200 ألف دينار، ولا يمكن تسجيل أي لاعب أو حتى من الأجهزة الفنية والإدارية بما يتجاوز هذا المبلغ.

وهذا يدفعنا الآن للبحث عن الحلول والتي تتمثل بفصل بين سقف التعاقدات للاعبين والأجهزة الفنية على سبيل المثال، خاصة وأن تغييرها هواية لدى أنديتنا وبما يتناسب مع النتائج أو حتى أهواء أعضاء مجلس الإدارات، أو وضع سقف لسقف التعاقدات، أي أن تبدأ الأندية سقفها من مبلغ 250 ألف دينار، ومن شأن ذلك أن يمنع التحايل من خلال لجوء إدارات الأندية "للدفع من تحت الطاولة" كما يشاع عالمياً، بحيث يتم التعاقد مع لاعبين بأسعار ويتم الدفع بأسعار مضاعفة وهو ما تسبب بعقوبات لأندية كبرى فيما بعد.

بدوره يؤكد إداري نادي سحاب يوسف النعلاوي والذي قاد فريق سحاب خلال اتصال هاتفي مع الملاعب على هذه المعلومات والحلول، مطالباً بالدرجة الأولى بفصل وعدم احتساب التعاقد مع الأجهزة الفنية ضمن السقف، مشيراً أن نادي سحاب وصل سقفه لهذا الموسم عند 170 ألف دينار، في حين أن كلفة أي جهاز فني لا تقل عن 60 ألف دينار، حيث تفاجئ نادي سحاب بمنع تسجيل جهازه الفني لتجاوز سقف التعاقدات.

وأعرب النعلاوي في حديثه للملاعب عن استيائه من المشهد، مشيراً أن إدارة ناديه عمدت على سداد جميع المستحقات المترتبة عليها جراء الشكاوي، قائلاً :"قمنا بسداد كل ما علينا من شكاوى، تسلمنا مبلغاً من الاتحاد باليمين وقمنا بتسليمه باليسار، وخلال الشهرين الماضيين التزمنا مع اللاعبين والأجهزة الفنية بدفع الرواتب، ما جرى معيب بحق دوري المحترفين، والاحتراف يبدو أنه يطبق على الورق، لا يوجد جهاز فني يتقاضى أقل من 60 ألف دينار، ولا يوجد فريق لا تقل تكلفته عن 250 -300 ألف دينار، الحل يتمثل بفصل التعاقد مع الأجهزة الفنية ضمن السقف المحدد، وهذا القرار يجب أن يكون عاجلاً لحل إشكالية نادي سحاب، 170 ألف دينار لا تكفي التعاقد مع اللاعبين والأجهزة الفنية والدعم اللوجستي والمشتريات من أطقم لاعبين وغيرها".

ويضيف النعلاوي للملاعب :"تحصلنا على استثناء في الجولات الأربع الأولى بالإضافة لأندية أخرى، ولكن ماذا سنفعل الآن، على الاتحاد التوصل لحل، فلا يعقل أن يقوم الدهاز الفني بشرح كل التعليمات للاعبين قبل اللقاء وأن لا يتواجد ويتم الاعتماد على لاعبي الخبرة لقيادة الفريق، ويقوم بشرح التعليمات الفنية بين الشوطين ببث مباشر، الاتحاد يجبرنا على وضع رواتب للاعبين والأدهزة الفنية والإدارية رغم أن أغلبهم أبناء نادي وكانوا جاهزين لخدمته بدون مقابل ولكن الاتحاد لا يوافق على ذلك".

إذن هذا يتلطب وبشكل سريع تدخل على مستوى اتحاد كرة القدم للبت في الأمر واتخاذ قرار عاجل يتضمن حلولاً عاجلة، فلا يمكن أن يستمر أحد فرق المحترفين بدون جهاز فني، ولا يعقل أن يقبل جهاز فني بقيادة الفريق في التدريبات وعن بعد وخاصية البث المباشر في المباريات، ومن ناحية أخرى على الاتحاد الاقتناع بالواقع بأن غالبية الأندية بحاجة لوقت للوصول للاحترافية من أجل التعامل مع المسألة.