نجحت كرة اليد المصرية في فرض نفسها بقوة على الساحة العالمية من بداية التسعينيات وحتى عام 2001 الذي شهد حصول المنتخب المصري على المركز الرابع ببطولة العالم بفرنسا،ومنذ ذلك الإنجاز الكبير واليد المصرية في تذبذب وتراجع مستمرين.

التراجع المصري ظهر واضحاً في المشاركات التالية ببطولات العالم التي لم يحصل فيها الفريق على مركز أفضل من الثالث عشر..وعلى الرغم من التأهل لأولمبياد أثينا وبكين ،لكن النتائج لم تكن على قدر الآمال.

نتائج التراجع والتقهقر لم تقف عند المشاركات العالمية بل إمتدت أيضاً إلى المشاركات الإقليمية .. فعلى الرغم من فوز فراعنة اليد بالذهبية "الوهمية " لدورة الألعاب العربية ..عادوا ليصدموا المصريين بإخفاق كبير تمثل في عدم التأهل لأولمبياد لندن 2012 بعد خسارتهم من الجزائر في مباراة قبل النهائي لبطولة إفريقيا التي أٌقيمت بالمغرب.

الخسارة واردة وشئ عادي ومقبول في الرياضة ..لكن ما لم يكن عادياً هو الطريقة التي خسر بها الفريق أمام محاربي الصحراء .. سيناريو غريب لا يمكن أن يتوقعه أحد ويجب أن يحاسب عليه كل من تسبب فيه .. النتيجة لصالح مصر 25-24 وباقي 31 ثانية فقط والمباراة في حكم المنتهية لكن نجوم الجزائر نجحوا في إحراز هدف التعادل بعد 17 ثانية فقط من الهجمة وسط مباركة وحراسة لاعبي مصر الذين إفتقدوا ومدربهم الألماني أوفي لوميل لأبسط قواعد كرة اليد في مثل هذه المواقف والتي تتمثل في إيقاف هجوم المنافس وحرمانه من التسجيل من خلال الأخطاء التكتيكية لتعطيل اللعب وهو ما لم يحدث. 

الأغرب من ذلك أن "نجوم منتخب مصر" أصحاب الخبرات الطويلة في اللعبة حاولوا بكل سذاجة أن يحرزوا هدف الفوز في الثواني الأخيرة من اللقاء ..وبدلاً من أن يقوموا بذلك أهدوا الكرة للاعبي الجزائر كي يحرزوا هدف الفوز والتأهل للنهائي وسط دهشة الجميع ..وظهر المنتخب المصري في هذه اللقطة وكأنه منتخب يلعب كرة يد لاول مرة ليصدموا جماهيرهم التي كانت تنتظر منهم الكثير ،وذلك على الرغم من تأهلهم المنطقي لبطولة العالم بعد حصولهم على المركز الثالث في البطولة. 

وبصفة عامة فإن الفريق المصري دخل المباراة بنوع من التعالي لدرجة أن لوميل لم يشرك أى لاعب أساسي في بداية اللقاء..في الوقت الذي دخل فيه نجوم المنتخب الجزائري اللقاء بكل جدية ليكتب لهم التوفيق والنجاح الذي يستحقونه عن جدارة لأن الرياضة لا تعترف إلا ببذل الجهد والعرق داخل الملعب ونبارك لهم على هذا الإنجاز.

ما حدث يحتاج إلى وقفة قوية من مسئولي الرياضة في مصر على هذا الإخفاق وألا يتم السكوت على ما حدث من هذا الفريق مثلما تم السكوت عليه عقب خسارته نهائي البطولة الماضية على أرضه ووسط جماهيره أمام المنتخب التونسي.