ويل للمطبعين

جريدة الملاعب - ربيع العدوان
هُزمتم مرتين، مرة عندما خسرتم المواجهة، والمرة الثانية عندما قبلتم خوض تلك المواجهة.
لا يمكن وبأي شكل من الأشكال قبول التطبيع الرياضي، ولا يوجد عذر لتقبل تلك الفكرة فالعذر سيكون أقبح من الذنب، كيف يمكنك أن تتنازل عن كامل الحقوق المعنوية أمام المجتمع الذي لم يقبل بذلك.
قبول خوض المواجهة أمام لاعبي الكيان الصهيوني هو إعتراف كامل بهم، وبكيانهم وبوجودهم، ألم يؤلم قلب من قبلوا ذلك "العار"، نعم إنه عار سيلتصق بهم مدى التاريخ، ألم تمر صور الشهداء، ألم يلمحو الدمار الذي خلفه الكيان، ألم توقظهم صرخات أبو خضير والدوابشة وهم يحترقون أحياء، ألم تنير قنابل الغاز والصواريخ المتهاطلة كالمطر على غزة ضمائرهم، الأرض المسلوبة ما كانت لتزيل الغباشة عن عيونهم، ألم تمر ذكريات التهجير القصري ومذابح جنين وصبرا وشاتيلا في ذكرياتهم.
كان بمقدوركم الفوز بقلوب الناس، بتسجيل موقف للتاريخ، التضحية ببطولة تتكرر في كل عام، دون السقوط في ذلك النفق المظلم، لن ينسى التاريخ ولا الناس ذلك التطبيع الذي قمتم به.