• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية قضية تحليل: خارج الصندوق .. مستقبل كرة القدم .....
  • التعليقات: 0

تحليل: خارج الصندوق .. مستقبل كرة القدم .. "مؤنّث" صور

06-05-2019 03:04 PM

جريدة الملاعب -

"قم والعب كالرجال"، قالها غانارو غاتوزو عام 2010 في مباراة محتدمة بين ريال مدريد واي سي ميلان لكريستيانو رونالدو الساقط على الأرض، لكن اليوم عليه استبدالها بعبارة "قم والعب كالنساء". 

 

في رحلة قصيرة في شوارع برشلونة في سبتمبر 2018 خاض النادي الكتلوني مباراتين الأولى ضد جيرونا انتهت بالتعادل والثانية كات خارج الديار أمام ليغانيس، حاولنا جاهدين أن نجد مكاناً مناسباً يعرض المباراة لنشاهدها لكن سكان كتالونيا كان لهم رأي آخر، "نحن نعرض مباراة الفريق النسائي لأنهن يُقدمن مستوى أفضل"، في المرة الأولى ظننا أن صاحب المطعم لا يريد استقبالنا أو يخادعنا بمزحٍ غريب، لكن زميله المجاور كانت له الإجابة عينها "اهلاً وسهلاً بكم إن كنتم تريدون مشاهدة مباراة برشلونة (النسائي)"، يومها بالفعل خسر برشلونة مباراته أمام ليغانيس ولم يظهر أي اكتراث لدى المواطنين الكتلان في الرامبلا ولا ساحة كتالونيا، نساؤهم حققوا الفوز. كان مشهداً لن يفارق ذاكرتنا أبداً.

 

 

هذا الموقف أعادنا الى كأس القارات 2014 عندما نادت الجماهير البرازيلية الغاضبة بأن تحلّ أسطورة الكرة النسائية مارتا دا سيلفا مكان نيمار دا سيلفا "لأنها أفضل" واليوم على أعتاب كأس العالم للنساء في فرنسا باتت نظرة العالم للكرة النسائية مختلفة كلياً- ربما ليس في عالمنا العربي للأسف- ولكن في مفهوم الكرة العالمية بدأت الملاعب تُسجّل أعلى نسبة حضور جماهيري (60.739 مشجع حضر الى ملعب الواندا ميتروبوليتانو في مارس الفائت لمتابعة مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد في الدوري الاسباني - نساء، وفي يناير أتى أكثر من 40 ألف متفرج لحضور مباراة أتلتيك بيلباو أمام أتلتيكو مدريد، في حين سُجّل حضور أكثر من 50 ألف مشجع في الدوري المكسيكي لكرة القدم النسائية في العام نفسه). 

 

اما على صعيد المشاهدات التلفزيونية فقد سجّلت 410 ألف مشاهدة عندما تم نقل المباريات على القنوات المفتوحة اي 4.75% من نسبة المشاهدات في اسبانيا، الأمر الذي أظهر للمنصات العالمية أن كرة القدم النسائية إن تأمنت لها "الأرضية الصالحة للمشجعين من ملاعب كبيرة وتغطية إعلامية فهي أرض خصبة جداً للحضور الجماهيري وبالتالي للمعلنين والمداخيل الضخمة. 

 

نتيجة لهذه الأرقام فنّدت الصحافة الاسبانية بعض الحلول التي قد تُعطي كرة القدم النسائية حقها من الاهتمام، إذ كانت مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد أكبر مثال، المباراة أقيمت على الملعب الاساسي او "ملعب الرجال" وسُيّرت حافلات عليها صور اللاعبات في مدينة مدريد مع أسعار بطاقات خاصة للأطفال ما أسفر عنه حضور جماهيري غفير. 

 

الأمر نفسه يمكن اسقاطه على نهائي كأس الاتحاد بين ويست هام ومانشستر سيتي الذي توّجت لاعباته باللقب في مباراة شهدت امتلاء ملعب ويمبلي ونقل تلفزيوني على شاشة الـBBC في وقت الذروة الأمر الذي أسال حبر الصحافة الانجليزية مديحاً بالكرة النسائية وبتطور الفكر الكروية في الشارع الانجليزي وي واهتمامه بالكرة النسائية، يُذكر ان الاتحاد الانجليزي كان قد منع اي نشاط نسائي كروي لمدة 50 عاماً بدءاً من عام 1920. 

 

 

انجلترا مثالاً للعودة من بعيد

إبان الحرب العالمية الأولى كان الحضور الجماهيري للكرة النسائية يصل الى 50 الف متفرّج قبل ان يتم منع الكرة النائية بتاتاً لمدة 50 عاماً (من 1921 الى 1971) بسبب تصنيفها بـ"رياضة غير لائقة" الأمر الذي أطاح بأي أمل للتطور وتدني مستوى الكرة النسائية في البلاد الى مستوى الهواة، أما اليوم تستعد انجلترا الى إرسال أول منتخب نسائي الى كأس العالم الشهر المقبل في فرنسا مع طاقم كامل من الإداريين والمعالجين الفيزيائيين و اللاعبات اللواتي حققن الدوري المحلي وكأس الاتحاد مع مانشستر سيتي و ارسنال وويست هام.

 

ما زال هناك فارق شاسع بين العائدات التلفزيونية بين الرجال والنساء بالاضافة الى الفارق المهول بين أجور الجنسين 

المستقبل للنساء

 

تعتبر انجلترا، الدنمارك، اسبانيا وفرنسا من البلدان الرائدة في كرة القدم النسائية، تليها الكرة الايطالية التي منذ عام 2016 ألزمت جميع الفرق بإنشاء أندية كرة قدم نسائية أقلّه في دوري الناشئين، لكن ما زال بعض أندية النخبة في أوروبا تتردد في هذا الأمر خصوصاً ريال مدريد الذي يبدو انه بدأ يرضخ للضغط شيئاً فشيئاً إذ أعلن عبر لست رئيسه فلورنتينو بيريز ان سبب التأخر في إنشاء فريق نسائي هو ارادة بأن يكون هذا الفريق هو "الأفضل في أوروبا" خصوصاً وان ناديي برشلونة النسائي واتلتيكو مدريد النسائي يهيمنان على الدوري المحلي (أتلتيكو حقق الدوري 3 اعوام على التوالي) وبرشلونة اليوم لأول مرة في نهائي دوري أبطال أوروبا. 

 

*ما الذي يؤخر الأندية على الاستثمار في فريق نسائي؟

 

العائدات المالية هو الاجابة الأكبر لكن هذا الأمر بات يتلاشى شيئاً فشيئاً مع إثبات ان الحضور الجماهيري مرتبط ارتباطاً لصيقاً بالدعم الذي يقدمه النادي لفريقه الأمر الذي لاحظه مصرف "باركلي" الراعي الرسمي السابق للبريميرلييغ والذي قرر ان يصبح الراعي الرسمي للكرة النسائية على مدى 3 أعوام بعقد قيمته 12.9 مليون دولار في الموسم. 

 

الزامية عدم المقارنة 

 

بالطبع هناك فارق بين مستوى الكرة النسائية ونظيرتها إذ تتمتع "كرة الرجال" بقوة بدنية أكبر يسفر عنها ارتقاءات وسرعات ومراوغات وجماليات أكبر لكن هذا الأمر لا ينفي وجود كرة نسائية جميلة ومهارية يُسفر عنها نسب مشاهدة مرتفعة وأسماء لامعة جداً في سماء الكرة العالمية، من مارتا البرازيلية مروراً بأليكس مورغن الأميركية وصولاً الى خاملة الكرة الذهبية للموسم الفائت آنا هيغربيرغ. 

 

الأمر الملزم عندما يتعلق الأمر بالكرة النسائية هو تغيير النظرة تجاهها ومتابعتها برقي الرياضة وليس بسطحية التفرقة بين الجنسين، وهنا يعود بنا الأمر الى "فضيحة" الكرة الذهبية والاهانة التي تعرضت لها هيغيربيرغ عندما طُلب منها الرقص بشكل فاضح عندما تسلمت جائزتها فقط لأنها إمرأة، هذا الأمر حصل على الهواء مباشرة على أكبر منصة كروية عالمية. الاحترام ليس مطلباً في الكرة النسائية فحسب بل في شتى مجالات الحياة. 

 

من هنا نأتي على أهمية الاضاءة من قبل لاعبات الصف الأول على "احترام اللعبة" و"النضال" من اجل حقوق اللاعبات مستقبلاً واللعبة عموماًـ إذ رفضت نجمة نادي ليون  الفرنسي وصاحبة الكرة الذهبية هذا العام، ان تشارك مع منتخب بلادها في نهائيات كأس العالم القادمة في فرنسا اعتراضاً منها على التمييز في الأجور بين اللاعبين واللاعبات في النمسا الأمر الذي كان صداه مسموعاً وأثّر على تضييق الفارق الشاسع الذي كان التمييز قد رسّخه إذ إرتفع أجر اللاعبات الى ضعف ما كان في السابق. 

 

أهمية الدعم من اللاعبين

"أود التعلّم منهنّ، الفريق رائع" بيب غوارديولا عن فريق مانشستر سيتي النسائي هذا العام. توقّف مثر عند هذا التصريح، كيف لبيب غوارديولا "عبقري كرة القدم" ان "يتعلّم من إمرأة". هذا التصريح كان له صدىً كبيراً أهمية في تغيير النظرة تجاه الكرة النسائية، بالاضافة الى ادراك الأندية ان حقوق المرأة واللاعبات هي مفتاح المستقبل من وجهة نظر دعائية واستثمارية. 

 

من هنا انتشرت كثيراً بوادر رائعة من أندية الرجال الأندية النسائية، ففي المكسيك مثلاً وقف نادي ليون في ممر شرفي للنادي النسائي بعد تحقيقه لقب الدوري وابتاع اللاعبون التذاكر للمشجعين كي يؤازرون فريقهم".




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :