• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية رياضة عالمية تقرير: برشلونة وريال مدريد .. ليل واحد في مدينتين
  • التعليقات: 0

تقرير: برشلونة وريال مدريد .. ليل واحد في مدينتين

27-05-2019 04:15 PM

جريدة الملاعب -

حفرت إسبانيا اسمها بحروف من ذهب، 8 من أصل 13 بطولة في دوري أبطال أوروبا توزعت بين قطبي الكلاسيكو، أربعة لبرشلونة وأربعة لريال مدريد، كل هذا ترافق مع ثنائيات حكمت الموقف طوال الأعوام السابقة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، بيب غوارديولا وجوزيه مورينيو والنهاية مع ثلاثية زيدان التاريخية في دوري أبطال أوروبا التي لم تكن تعكس أي سطوة أو حقبة محلية لكنها أكد الهيمنة الأوروبية لإسبانيا. فهل وصلت حقبة الذهب إلى نهايتها؟

 

برشلونة: 15 سنة من أجل الأبطال

 

قبل تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2005/2006 وتحقيق الانتصار الشهير على آرسنال (2-1)، كان قد مر 15 سنة منذ تحقيق برشلونة للبطولة القارية والتي حسمت سنة 1991 بهدف رونالدو كومان الصاروخي في شباك سامبدوريا.

 

احتاج برشلونة بعدها 15 عاماً لتحقيق دوري أبطال أوروبا، لكنه منذ ذلك الوقت دخل في مهمة إعادة بناء محلية مع يوهان كرويف ساهمت باستعادته للقوة على الساحة المحلية وتحقيق أربع بطولات متتالية وإنهاء سطوة ريال مدريد في تلك الفترة.

 

 

ريال مدريد: 12 سنة من أجل الأبطال

 

انتظر ريال مدريد طويلاً من أجل تحقيق العاشرة التي كرت بعدها السبحة بتحقيق 4 بطولات في 5 سنوات. جاءت العاشرة لريال مدريد بعد غياب دام 12 عاماً وتحديداً في موسم 2001-2002 والهدف الشهير لزين الدين زيدان في شباك باير ليفركوزن في نهائي البطولة.

 

برشلونة ومفترق الطرق (نسخة ريال مدريد 1990)

 

مع نهاية موسم 2018/2019 يدخل برشلونة بمنعطف طرق مشابه لما عايشه ريال مدريد في بداية التسعينيات، في ذلك الوقت كان الفريق الملكي قد فرض هيمنة محلية شاملة ووسع الفارق عن أقرب منافس له وهو برشلونة إلى 15 لقب ليغا، وحقق البطولة في 5 مواسم متتالية، لكن تلك الفترة ترافقت مع رغبة ريال مدريد بحصد لقب دوري أبطال أوروبا الذي كان غائباً عن خزاين النادي لحوالي 24 سنة (آخر لقب حققه ريال مدريد حينها كان سنة 1966).

 

الهيمنة المحلية مع غياب المجد الأوروبي أدخلت ريال مدريد في تخدير موضعي على الصعيد المحلي حيث صب الفريق الملكي تركيزه في أوروبا من دون أن ينجح بتحقيق اللقب، وذلك في الوقت نفسه الذي ظهر فيه يوهان كرويف ليخطف السيطرة المحلية من الفريق الملكي.

 

يبدو أن برشلونة يمر بالفترة ذاتها حالياً، مرّ 4 سنوات منذ فوز الفريق الكتلوني ببطولة دوري أبطال أوروبا، في الوقت الذي فرض هيمنته طويلاً محلياً بتحقيق 8 ألقاب من أصل 11 في الليغا، وفي مباراة الكأس الأخيرة بدت ملامح الفريق الذي يضع الواقع المحلي في جيبه فخسر من فالنسيا في نهائي كأس الملك. لذلك فإن برشلونة بات مهدد بأن يدخل في النفق الذي عانى منه ريال مدريد في بداية التسعينيات وهو التركيز على اللقب الأوروبي فقط ما يمكن أن يجعله يخسر كل شيء.

ريال مدريد وتكرار الغلاكتيكوس

 

في الجهة المقابلة، لا يبدو ريال مدريد بأفضل حال. يعد الفريق الملكي حالياً في مرحلة إعادة بناء بعد فترة ثلاثية دوري أبطال أوروبا، إلا أن الاتجاه الذي يُمكن أن تسلكه الأمور يُمكن أن يقود إلى تكرار التجربة المدريدية في بداية الـ 2000. حينها وتحديداً في موسم 2001-2002 حقق ريال مدريد دوري أبطال أوروبا وهو ما يمكن اعتباره الإنجاز الوحيد لفترة الغلاكتيكوس والذي انتظر ريال مدريد من بعده 12 عاماً ليصل إلى البطولة العاشرة.

 

يبدو ريال مدريد أمام مفترقي طرق حالياً أحلاهما مر: الأول هو محاولة تكرار فكرة الغلاكتيكوس غير مضمونة النجاح على المدى البعيد وتجربتها لا تٌبشر بالخير والثاني إعادة تحفيز المجموعة الموجودة إلى أقصى حد وهو أمر لا يُمكن استبشار به خيراً.

 

المرحلة الانتقالية والحوت الإنجليزي

 

لا نحاول القول هنا أن إسبانيا ستشهد انهياراً، لكن ما هو مؤكد أن مرحلة انتقالية باتت ملامحها أكثر شراسة، مرحلة ما بعد رونالدو في ريال مدريد، مرحلة هيمنة ميسي وما بعد ميسي في برشلونة. ولعل ما يمنح المشهد بعداً أكثر تراجيدية هو تصريحات إدارة برشلونة ولاعبيها ومدربها من جهة، والظروف المأساوية التي يمر بها ريال مدريد وتصريحات زيدان من جهة ثانية.

 

في المحصلة هناك حوت يقف على الباب مستعد لالتهام كل شيء، الإنجليز يملكون السطوة المالية أكثر من أي أحد آخر، ببساطة هادرسفيلد الذي هبط إلى الدرجة الأولى في إنجلترا وصلت أرباحه من العائدات التلفزيونية 109.38 مليون يورو ولم يسبقه إليها من إسبانيا سوى ثلاثة أندية: برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد.

 

لا تكتفِ إنجلترا بامتلاك الثروة المالية بل أيضاً باتت تمتلك أفضل المدربين التكتيكيين: بوكيتينو وغوارديولا وكلوب وساري، فيما هناك في برشلونة يقف على الخط فالفيردي في المواجهة.

 

أما على صعيد اللاعبين، فلا يبدو أن الأحلام باتت الدافع الأول بقدر ما هي الأمور المادية والرغبة بالتطور في البيئة الأفضل، لذلك يُمكن أن تجد كوكبة النجوم المقتنعة بمشروع مانشستر سيتي ويُمكن أن تجد اللاعبين المؤمنين بمشروع ليفربول الذين لم يرحلوا رغم الإغراءات الكثيرة، حتى توتنهام الذي نجح بالحفاظ على نجومه من دون رفع رواتبهم بسبب المشروع الذي يُقدمه الفريق.

 

إذا ما نجحت إنجلترا بالحفاظ على نجومها وخطف أسماء كبرى في سوق الانتقالات، فهي ستضع حداً لاستعادة ريال مدريد وبرشلونة سطوتهما على أوروبا في قادم السنوات أو على الأقل ستخفف من وجه هذه السطورة. وإلى جانب هازارد في الوقت الحالي (وقليل من الحديث عن إيريكسن) لا يوجد صفقة قريب من ثنائي الكلاسيكو غيرهما، الأمر الذي يُبعد عن إنجلترا شبح أن تتحول إلى طاردة للنجوم بدلاً من استقطابها.

 

يقف قطبي إسبانيا عند مفترق طرق، القرارات التي ستتخذ في الفترة المقبلة على صعيد الإدارات والصفقات والإدارة الرياضية والتدريبية ستكون مفصلية لفترة غير قصيرة، فإما أن تكون مرحلة انتقالية سلسلة وإما تتحول إلى نفق أسود معدله 10 سنوات.




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

رياضة عالمية