• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية رياضة عالمية فكر غوارديولا جاء من المكسيك !!
  • التعليقات: 0

فكر غوارديولا جاء من المكسيك !!

30-07-2019 03:36 PM

جريدة الملاعب - عند الحديث عن "عظمة" فكر شخص ما، في أي مجال كانت، نتساءل دوماً: ما سرّها؟ من أين أتى بأفكاره هذه؟ كيف له أن يكون بهذا المستوى من الذكاء أو كيف له لن يسبق أترابه الى الأفكار الرائعة؟ وبالتأكيد عند الحديث عن بيب غوارديولا يجب علينا ان نبقى في حالة تساؤل دائمة، بسبب كل ما قدمه ويُقدمه لعالم كرة القدم وليس فقط للأندية التي دربها ومازال.

في حالة "ميستر بيب" الاجابة عادة ما تكون سهلة، هو تلميذ يوهان كرويف، مدرسة وفلسفة وحتى بالقضايا السياسية، لكن الحقيقة هذه مجتزأة بدرجة كبيرة، لأن في "ظلّ" عبقرية بيب تكمن قصة امتدت على 6 أشهر فقط في "أخطر" مدن المكسيك.

لطالما كان بيب من هؤلاء اللاعبين الذين يرون اللعبة بمنظار مختلف، لم يكن لاعباً من الصف الأول، لكنه كان "دماغ يسير على قدمين"، ومع نهاية مسيرته الكروية تدرج في أكثر من مرحلة آخرها كان قطر وبعدها المكسيك مع فريق دورادوس دي سينالوا الذي يُشرف عليه صديقه خوان مانويل ليلو.

كان نادياً متواضعاً جداً يكافح على البقاء والهبوط موسماً تلو الآخر، يقبع في مدينة كوليكان في غرب شمال المكسيك على تخوم منطقة يُسيطر عليها تاجر المخدرات الأشهر في العالم: خواكيم غوزمان "ال تشابو el chapo"، حيث وصل بيب الى المدينة في عز الاشتباكات التي كانت دائرة بيت ال تشابو بعد فراره من السجن وبين الشرطة.


ما علاقة كل هذا بفكر غوارديولا الكروي؟ هذه المدة البسيطة التي قضاها في المكسيك، وعلى غرابة ظروفها، عرّفته على أسلوب لعب مختلف، تمكن من دمجه مع كل ما تعلّمه من مدرسة كرويف.

"لم يُسجّل سوى هدف وحيد في فترته القصيرة معنا بسبب اصابة تعرّض لها، لكنه كان يراقب ويُحلل معي خصومنا في الدوري، كان لديه عقلية مدرب وليس عقلية لاعب"، يشرح المدرب مانويل ليلو، ويضيف "وضع النادي المادي كان حرج جداً ولم يتقاضَ اللاعبون رواتبهم لفترة طويلة واعتقد انه أقل راتب تقاضاه بيب في مسيرته، ومن باب الاحترام تضامن غوارديولا مع اللاعبين الذي انتفضوا مرات عدة واتوا الى التمارين بدون قميص النادي، تقرّب منهم ومن مطالبهم، كان لديه أسلوب فريد في التعامل مع الأزمات، كانت المدينة تمرّ باسوأ فتراتها أمنياً وكان بيب يقطن في فندق صغير، لم نشعر انه مهتم لما يجري حوله، كان هادئاً وكأنه في عالم آخر يُحلل فقط خصومنا في الدوري ويتحدث عن حلمه الصغير بأن يُدرب الأطفال في نادي برشلونة، لم يكن يعلم ما ينتظره، لكننا جميعاً شعرنا بذلك".



ما هو أسلوب اللعب هذا الذي شكّل أسلوب غوارديولا؟ هو الـ Violpiana نسبة للمدرب ريكاردو لا فولبي، الرجل الذي لم يُقابل بيب يوماً وكان معه في المدينة نفسها لكنهما تقابلا فكرياً؛ لا فولبي أذهل بيب لدرجة دفعته ليفرد له مقالاً في صحيفة "الباييس". هذا الاسلوب يعتمد على بناء اللعب من الخلف وجعل حارس المرمى اول من يبدأ الهجمة.

لم تكن حقبة بيب في المكسيك منحصرة مع نادي داريدو، بل تابع منتخب المكسيك عن كثب، خصوصاً في منافسات نهائيات كاس العالم عندما تقابل منتخبا الأرجنتين والمكسيك (الذي أشرف عليه لا فولبي)، كتب حينها: "المكسيك تُجبر لاعبيها على اللعب من الخلف، الكرة واللاعبين على حد سواء يتدرجون الى الأمام، يجب ان يتحرك اللاعبون سوياً، إن قام لاعب واحد فقط بهذا الأمر فلا فائدة منه، يجب ان يكون الخط الخلفي للفريق مشابه لثنائي في علاقة حب، التناغم هو الأساس في الحركة".

عبّر بيب غوارديولا كثيراً عن تأثره بطريقة اللعب في المكسيك: "العالم بأسره تفهم كرة القدم بطريقة واحدة، اما المكسيك فلها أسلوب آخر، المكسيك تخاطر كثيراً بهذه الطريقة لأن خسارة المدافعين للكرة لحظة بدء الهجمة هو امر قاتل، هم يعملون هذا الأمر، لكن الأجمل ان الخصوم ايضاً يعلمونه والمكسيك لم تُغيّر من طريقة لعبها".

ما تحدّث عنه بيب عام 2006 كان الأمر الذي اصرّ على تطبيقه بعد 10 اعوام في اول موسم له في الدوري الانجليزي حين طاولته كل انتقادات الصحافة، قبل ان يثبت ان اسلوبه هذا مكنّه من السيطرة على الدوري الأقوى بالعالم.


تكثر إشادات اللاعبين الذين عاصروا غوارديولا، لكن معظمهم كان له رأي واحد او إشادة واحدة: "جعلنا نرى كرة القدم بطريقة أخرى، اخذ تفكيرنا وفهمنا للعبة الى بُعد آخر"، لكن هل تساءلتم يوماً، من الذي أخذ تفكير بيب الى "البعد الآخر"؟ من هو الرجل خلف هذا المنتخب والذي تابعه غوارديولا من المدرجات وطبّق اسلوبه ولم يقابله حتى اليوم؟ المدرب الأرجنتيني الذي كان يوماً حارساً لمرمى الأرجنتين عام 1978.

مركزه في حراسة المرمى بالتأكيد كان له الأثر الكبير على أفكاره التي اُعجب بها بيب والتي تُرجمت في التعاقد مع الحارس ايديرسون الذي وصل الى مانشستر سيتي "لأنه يُجيد اللعب بقدميه"، الامر الذي يخدم "الفكرة الأم": بناء الهجمة من الخلف.

هدف لافولبي واضح: اللعب بـ4 في الخط الخلفي، قلبي دفاع وظهيرين يتقدمان الى العمق، ليتحولا الخط الخلفي الى 3 (مدافعان وعودة المحور للخلف).ماذا ينتج عن كل ذلك؟ سحب مهاجم الخصم وخلق مساحة خلفه + التركيز على أهمية خلق التفوق العددي.

يقول فولبي: "فكرة ان العديد من الأندية تقوم بهذا التكتيك هو أمر كاذب، الفكرة ليست بالتمرير من الخلف الى المنتصف، بل بجعل المدافع يُقدم إضافة هجومية وخلق حالة الـ 2 على واحد.


يقول راوول مانيدا، مساعد المدرب مانويل ليلو: "صحيح ان بيب غوارديولا تتلمذ على فكر الاستحواذ، لكن للحقيقة ان تجربته معنا في داريدو "شذّبت" من فكر غوارديولا الكروية ووضعته في إطار جديد، ارتكزت طريقة لعبنا على التمركز وبناء اللعب من الخلف ومشاركة الخط الخلفي بالهجمات"، هل تبدو هذه الأفكار مألوفة لديكم اليوم؟




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

رياضة عالمية