تقرير: برشلونة وفياريال .. سواريز السيئ وفالفيردي الذي لا يتعلم

جريدة الملاعب -

نجح برشلونة في تحقيق انتصار بشق الأنفس على حساب فياريال، بعد الفوز بهدفين مقابل هدف، في افتتاحية المباريات الكبيرة للجولة السادسة بالدوري الإسباني لكرة القدم. ورغم تحقيق الفريق الكتالوني فوزاً جديداً على أرضه، إلا أن حال المجموعة لا تسر عدو أو حبيب، من خلال أداء ضعيف للغاية وحضور شبه منسي للاعبي الوسط على مدار التسعين دقيقة.

- دياموند برشلونة

استنسخ فالفيردي فكرة سكالوني مع الأرجنتين في كوبا أميرا 2019، بوضع ميسي في المركز 10 كصانع لعب حقيقي، أمامه كلاً من سواريز وجريزمان، مع ميل الفرنسي بعض الشيء إلى الأطراف من دون الكرة، لمساندة الظهير الأيسر أثناء التحولات، وتواجد الثلاثي روبرتو، أرثور، وبوسكيتس بالوسط، أمام رباعي الدفاع وحارس المرمى.

يمكن نجاح رسم 4-3-1-2 دياموند في حال تواجد ظهيرين مميزين بالكرة ومن دونها، مع ثنائي وسط يجيد توزيع الهجمات والتحرك في وبين الخطوط. ربما جونيور فيربو لديه المقومات للقيام بذلك مستقبلاً، لكن المردود الهجومي لزميله سيميدو على اليمين ضعيف للغاية، بالإضافة إلى سوء حالة سيرجي روبرتو بالكرة في المساحات الضيقة، مما جعل خطة فالفيردي تظهر دون أنياب أمام فياريال.

- مهارات فردية

تقدم برشلونة بهدفين في البداية عن طريق المهارات الفردية البحتة، من خلال رأسية جريزمان بعد التمريرة المثالية لميسي أثناء الركنية، ثم سجل أرثور ميلو هدفاً رائعاً من مكان بعيد وزاوية مستحيلة سكنت شباك حارس فياريال.

من المجحف اقتران تقدم برشلونة بتكتيك فالفيردي أو جماعية البارسا، لأن الأهداف جاءت من مجهود فردي بحت، وتوفيق كبير في التنفيذ والتسجيل بهذه الطريقة شبه المستحيلة، سواء من الركنية أو بالتجربة من مسافة بعيدة للغاية.

- وسط ضعيف أثناء التحولات

غير مفهوم بالمرة أن يضغط بوسكيتس، أكبر لاعبي برشلونة بعد ميسي وسواريز، من مسافات بعيدة عن مرماه في نصف ملعب فياريال، لأنه بمجرد نجاح الفريق الخصم في تخطي موجات الضغط، فإن وسط البارسا يصبح مكشوفاً أمام رباعي الدفاع لعدة أسباب أهمهما، 

صعوبة ارتداد بوسكيتس من الأمام إلى الخلف، وضعف الضغط المساند من جانب لاعبي الهجوم، وعدم قدرة أي من الجناحين على العودة لتكملة ثلاثي الارتكاز رفقة سيرجي روبرتو وأرثور، لذلك لا غرابة أبداً من أن جريزمان كان اللاعب الذي يراقب كازورلا أثناء التسديدة التي جاء منها هدف التعادل.

كرة القدم تشبه الشطرنج، في حال تقدم لاعب الارتكاز الدفاعي للضغط في أماكن متقدمة، يجب أن يقترن ذلك بمساندة المهاجم الصريح، بالإضافة إلى عودة أحد الجناحين للعمق للتغطية، دون نسيان تقدم أحد المدافعين خطوات لغلق زوايا التمرير والتسديد في حال المرور من موجات الضغط.

مع برشلونة، لا يحدث أي شيء من هذا القبيل.

- سواريز السيء

يلعب برشلونة منقوصاً من لاعب في ظل تواجد سواريز داخل الملعب، في المباريات الكبيرة سواء في الليجا أو دوري الأبطال، لأن المهاجم اللاتيني أصبح قليل الحركة، سيء على مستوى الضغط، ولا يتحرك كثيراً، مما يعني أن البارسا يدافع في الأغلب بثمانية لاعبين فقط، لأن ميسي وسواريز لا يعودان للخلف.

من الممكن أن يلعب البارسا بميسي، جريزمان، وفاتي أو ديمبلي بالثلث الهجومي الأخير، حتى يعود ثنائي من الثلاثي إلى الوسط في حالة المرتدات، لحماية الفراغ الواضح في المنتصف، ومساندة الظهيرين في مناطق أسفل الأطراف.

- فاتي نقطة القوة

إذا كان أرثور ميلو هو نجم اللقاء من جانب البارسا، فإن الشاب الواعد أنسو فاتي يقدم مستوى مميز كلما يشارك، من خلال لمسته المميزة وهدوئه غير المعتاد، مع جرأته في المراوغة والتسديد وهزيمة المدافعين.

مع دخول دي يونج وفاتي مكان روبرتو وسواريز، صار برشلونة أفضل بالكرة ومن دونها، لأنه بات يهاجم بطريقة أكثر ديناميكية، مما جعل الدفاع متحرراً بعض الشيء، حيث أن الهجوم والدفاع وحدة واحدة، كلما نجحت في إيذاء خصمك بنصف ملعبه، كلما منعته من صناعة فرص عديدة بنصف ملعبك.