رادار فالفيردي .. كيف تستفيد من الدرس القاسي؟

جريدة الملاعب -

استعاد برشلونة الثقة وحقق فوزاً جديداً على ملعبه أمام فياريال بهدفين لهدف في مباراة شهدت مكاسب عديدة وخسائر فادحة أيضاً.

وخاض إرنستو فالفيردي مدرب النادي الكتالوني المباراة بواقعية كبيرة حيث مزج ما بين التشكيلة الأساسية والتدوير في بعض المراكز دون تغييرات كثيرة.

ولعب فالفيردي المباراة بالرسم التكتيكي المعتاد "4-3-3" وأشرك للمباراة الأولى هذا الموسم ليونيل ميسي بالتشكيلة الأساسية لنرى ثلاثية جديدة في الهجوم وهي "MSG" برفقة الثنائي لويس سواريز وجريزمان.

أما في الوسط فأراح فالفيردي فرانكي دي يونغ واعتمد على بوسكيتس بجانب المبدع آرثر ميلو وسيرجي روبيرتو الذي كان أقل لاعبي الوسط كعادته ولا نعرف تفسيراً لإصرار فالفيردي على إشراكه.

ثلاث ملاحظات بدت على أداء برشلونة حيث استمرت الهشاشة الدفاعية وسوء ثنائية لونغليه وبيكيه واستقبلت الشباك الكتالونية هدفاً جديداً وكأن دفاعات الكتلان يرفضون تماماً فكرة الخروج بشباك عذراء بالليغا.

الملاحظة الثانية هو سوء الارتداد الدفاعي للاعبي الوسط حيث أثر غياب دي يونج على مردود الوسط دفاعياً وهو ما ظهر خلال هدف فياريال حيث قام من قام بالضغط على سانتي كازورلا هو غريزمان المهاجم في غياب تام للاعبي الوسط.

الخسارة الفادحة أتت بإصابة جديدة لليونيل ميسي الذي  شارك في الشوط الأول بأكمله ولم يخرج من غرف خلع الملابس بين الشوطين وهو ما يثير الجدل حول مدى جاهزيته فكان اللاعب حاضراً بحفل توزيع جوائز الأفضل قبل المباراة بيوم وكان يتعين على فالفيردي إراحته إسوة بما حدث مع زميله دي يونغ.

الخسارة الأخرى هي سوء مستوى لويس سواريز مهاجم الفريق الذي تحول من مهاجم شرس إلى حملٍ وديع لا يهابه مدافعي المنافس الأمر الذي اعترض عليه جماهير برشلونة التي انهالت بإطلاق صافرات الاستهجان ضد النجم الأوروغوياني.

كما استمر فالفيردي في فكرة الدفع بغريزمان كجناح أيسر وأراح الشاب أنسو فاتي وفي اللقطة الوحيدة للمهاجم الفرنسي داخل المنطقة سجل هدفاً من رأسية تدل على مدى موهبة اللاعب في الهجوم وهو ما يصر فالفيردي على قتله.

وبالنظر إلى مكاسب المباراة فنجد أن فالفيردي فضل استمرار الدفع بجونيور فيربو في وسط الملعب لمنحه الثقة وكان قراراً صائباً حيث قدم اللاعب مردوداً مميزاً طوال اللقاء وظل بوجه مغاير تماماً عما كان عليه بمباراته الأولى أمام غرناطة.

المكسب الآخر والمعتاد هذا الموسم هو آرثر ميلو اللاعب الوحيد من بين لاعبي الوسط الذي يستطيع منح برشلونة الاستحواذ من الثلث الخلفي للثلث الأمامي فهو يجيد الاستحواذ على الكرة بجانب تمريراته الرائعة وتطوير حاسة التصويب حيث استطاع اللاعب تسجيل هدفاً رائعاً بشباك الغواصات ليسجل ثاني أهدافه هذا الموسم.

المكسب الثالث عودة عثمان ديمبيلي لقيادة الجبهة اليمنى هجومياً حيث حل بديلاً لميسي وظهر بمستوى طيب بفضل مراوغاته ومهارته فيبدو أن برشلونة سيكون على موعد مع جناحين رائعين وهما ديمبيلي يميناً وأنسو فاتي يساراً.

ويجب على فالفيردي التفكير في إراحة لويس سواريز والاعتماد على غريزمان في الهجوم ومحاولة تجديد الدماء بالرواق الأمامي حيث يبدو وأن الأوروغوياني غير جاهز بدنياً على الرغم من إحرازه هدفين هذا الموسم.

وتبقى المعضلة الكبرى في تحقيق أي انتصار خارج الديار حيث أن برشلونة مقبل على مواجهات نارية أمام خيتافي بالليغا وأمام الإنتر بدوري أبطال أوروبا وهي اختبارات معقدة لفالفيردي في ظل إمكانية غياب ميسي فهل يتخطاها بنجاح.