خطة زيدان المفضلة وعودة كروس الموفقة

جريدة الملاعب -

مباراة لا شعار فيها سوى الفوز بالنسبة للفريقين، خصوصاً ريال مدريد، بعد خسارته الأخيرة في بطولة الدوري أمام مايوركا، لذلك دخل زيدان بتركيز شديد لأن الهزيمة تعني إقالته وفق ما أشارت إليه وسائل الإعلام الإسبانية هذا الأسبوع، بينما غلطه سراي تسلح بشعار الروح والعزيمة، مع لعب اللقاء على أرضه ووسط جماهيره في تريكا، لذلك جاء اللقاء سريعاً وممتعاً منذ الوهلة الأولى.

- أفضل تشكيلة

راهن زين الدين زيدان على رسم 4-3-3 المفضل له، مع أفضل تشكيلة ممكنة، بالبدء بالرباعي مارسيلو، فاران، راموس، وكارفخال بالخلف أمام تيبو كورتوا. وفي الوسط الثلاثي كاسيميرو، فالفيردي، وتوني كروس، بينما بالهجوم رودريجو يميناً وهازارد يساراً، وفي العمق كريم بنزيما.

أما فاتح تريم مدرب جالطة فدخل أيضاً بخطة لعب 4-3-3، مع ماريانو، تيكسيرا، لوينداما، وناجاتومو بالخلف أمام الحارس موسيليرا. وفي المنتصف كلاً من نزونزي، سيري، ودونك، أما الهجوم فتواجد بابيل وبلهندة على الأطراف، وفي العمق أندوني.

• إستراتيجية المرتدات

لعب ريال مدريد على المضمون، بمعنى أن الفريق عاد إلى مناطقه الدفاعية، واعتمد أكثر على المرتدات والتحولات السريعة. حتى هدف التقدم لتوني كروس جاء بعد خطأ دفاعي من فريق جالطة سراي، ليحصل هازارد على الكرة ويبدأ هجمة سريعة رفقة كريم بنزيما، حتى وصلت الكرة إلى أقدام الألماني ليضعها في الشباك.

وصل استحواذ الريال في الشوط الأول إلى 45 % فقط، لأن زيدان فضل غلق مناطقه أولاً واقتراب خط وسطه من دفاعه، حتى لا يتعرض إلى المرتدات القاتلة كما حدث معه في المباراة السابقة أمام مايوركا في الدوري.

- فرص بالجملة

أضاع لاعبو الفريقين أكثر من فرصة في الشوط الأول، فغلطه سراي افتقد إلى المهاجم الصريح فالكاو أمام المرمى، ليصل أندوني في أكثر من محاولة لكنه أضاع بغرابة شديدة، مع تألق من جانب كورتوا في الدفاع عن مرماه.

كذلك كاد أن يضاعف كريم بنزيما النتيجة في أكثر من لقطة، لكنه أضاع أيضاً بعد صناعة الريال لبعض الكرات بسبب استغلال تقدم وسط جالطة سراي ودفاعه إلى الأمام بحثاً عن هدف التعادل. 

- رباعي الخلف 

أجرى فاتح تريم تغييراً سريعاً بعد الاستراحة بين الشوطين، ليشرك سفيان فيجولي مكان المدافع دونك، ويتحول من 3-4-1-2 إلى 4-2-3-1 صريحة، بتمركز بلهندة في المركز 10 أمام ثنائي المحور وبين ثنائي الأجنحة فيجولي وبابيل، وفي المقدمة أندوني. 

أعطى هذا التغيير فريق غلطه سراي توازن أكبر، خصوصاً مع الضغط القوي الذي طبقه لاعبو الهجوم على دفاعات الريال، مما جعل الوضع صعباً بعض الشيء على لاعبي وسط النادي الملكي في أول ربع ساعة من الشوط الثاني. 

- سيطرة الريال

عاد الريال إلى المباراة بقوة بعد امتصاص ضغط غلطه سراي، ليتناقل لاعبوه الكرة بذكاء في نصف ملعبهم، مع صعوبة الأتراك في قطع الكرة وتطبيق المرتدة السريعة، مما جعل الأمور شبه مستحيلة على أبناء فاتح تريم مع اقتراب المباراة من نهايتها.

بدأت مشاكل خطة 4-2-3-1 تظهر سريعاً مع فشل موجات الضغط الأمامية، مما جعل هناك مساحات كبيرة بين الأظهرة والجناحين، فشل ثنائي الارتكاز سيري ونزنزي في تغطيتها بمفردهما، ليحصل هجوم الملكي على بعض الفرص مع مهارة لاعبيه بالثلث الهجومي الأخير.

- هازارد وكروس

قدم هازارد مباراة أفضل من المواجهات السابقة، ليسيطر على الجبهة اليسرى هجومياً رفقة مارسيلو، ويصنع ثنائية مميزة مع كروس لاعب الوسط المائل إلى اليسار، مما جعل هذه المنطقة هي الأخطر بالنسبة لفريق زيدان خلال الشوط الثاني من المباراة.

يمكن القول أن عودة توني كروس أعطت ريال مدريد ما يفتقده، فالألماني هو مهندس الوسط بامتياز، يبني الهجمات ويبدأ صناعة الفرص بنفسه، مع صناعته جبهة قوية رفقة مارسيلو وهازارد على اليسار، مع تغطية مستمرة من راموس وكاسيميرو في حالة المرتدات، حتى نجح الميرنجي في تحقيق أول فوز له في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.